اختُتم اليوم الثاني من مفاوضات شرم الشيخ الهادفة إلى إنهاء الحرب في غزة، يوم الثلاثاء، من دون تحقيق أي تقدّم ملموس، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصادر أمنية مصرية.
وتُعقد المحادثات بين وفدي حماس وإسرائيل بوساطة مصرية ومشاركة قطرية، وسط محاولات حثيثة لتقريب وجهات النظر بشأن القضايا الجوهرية العالقة، لا سيّما تبادل الأسرى ووقف الحرب.
وبحسب المصادر، فقد اتّسم اليوم الثاني من المفاوضات ببدء مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، إلى جانب بحث آلية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
ونقلت الوكالة عن مسؤول أمني مصري رفيع قوله إنّ "الوضع لا يزال على حاله مقارنة باليوم الأول"، مشيراً إلى تمسّك كل من الجانبين الإسرائيلي وحماس بمواقفهما.
وأضاف المصدر أنّ وفد حماس "لا يزال يطالب بضمانات قاطعة بأن إسرائيل لن تستأنف العمليات العسكرية بعد إطلاق سراح الأسرى، ويصرّ على وقف الحرب بشكل كامل قبل أي تبادل".
ووفقاً لقناة القاهرة الإخبارية، تضمّ القوائم التي تطالب حماس بالإفراج عنها شخصيات فلسطينية بارزة مثل مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن سلامة، وعباس السيد، وآخرين.
كما شدّدت الحركة على ضرورة الحصول على ضمانات واضحة لتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بما في ذلك التزامات مكتوبة تضمن ألّا تعود إسرائيل إلى قصف القطاع بعد التبادل.
في المقابل، ذكرت المصادر أنّ الوفد الإسرائيلي رفض حتى الآن تقديم أي التزامات تتعلّق بالضمانات المطلوبة أو ببحث مسألة وقف الحرب قبل تبادل الأسرى.
وأكّد المسؤول المصري أنّ الوفد الأميركي برئاسة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف من المقرّر أن ينضمّ إلى المفاوضات الأربعاء، معوّلاً على أن تسهم المشاركة الأميركية في الضغط على إسرائيل لإبداء مرونة أكبر بشأن النقاط الخلافية، ولا سيّما الضمانات ضد تجدد العمليات العسكرية عقب الإفراج عن الأسرى.
من جهته، أوضح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات صحافية، أنّ المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تبحث في "آلية أمنية تضمن الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من غزة"، مشيراً إلى أنّها تهدف أيضاً إلى "تهيئة الظروف لتبادل الرهائن، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومن دون أي عوائق".
وأضاف عبد العاطي أنّ المفاوضات "تتناول الاتفاق على خرائط لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية، تمهيداً لانسحابها الكامل من القطاع".