في هذا السياق، يقرأ الكاتب والمحلّل السياسي علي حمادة المشهد بواقعية حذرة، معتبرًا في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت" أنّ تداعيات الاتفاق المرتقب حول غزة ستكون مباشرة وعميقة على الساحة اللبنانية، بما في ذلك مستقبل سلاح حزب الله وموقعه في المعادلة الوطنية والإقليمية.
ويرى حمادة، أنّ تداعيات الاتفاق حول غزة ستكون مباشرة على لبنان، في ظلّ حلول الذكرى الثانية لعملية "طوفان الأقصى" وحرب الإسناد، التي كانت صورة واضحة عن مدى الترابط بين الجبهات على قاعدة ما كان يُسمّى بـ "وحدة الساحات".
ويوضح حمادة أنّ الانعكاسات على لبنان ستكون بالغة الأهمية، لأنّ إقفال ملف غزة، ولا سيّما بالوتيرة والأسلوب اللذين يبدو أنّ العملية ستسلكهما، سيؤدي إلى تقليصٍ كبيرٍ جدًا في هوامش المناورة أمام حزب الله في لبنان، وكذلك أمام الإيرانيين في المنطقة، لجهة محاولة إعادة إحياء مفهوم "وحدة الساحات" وما يُسمّى بـ"المقاومة على الطريقة الإيرانية".
ويشير إلى أنّ هوامش حزب الله تضيق يومًا بعد يوم، معتبرًا أنّ الاتفاق يشكّل عمليًا اتفاقًا استسلاميًا لحركة حماس، وأنّ الثمن الذي ستدفعه الحركة باهظ للغاية. لذلك، يرى حمادة أنّ هذا الاتفاق سيقلّص إلى حدٍّ بعيد قدرة حزب الله على التحرّك والتشبّث بمواقفه، خصوصًا في ما يتعلق بملفّ سلاحه داخل لبنان.
ويُضيف أنّ هذا التطوّر سيُعيد إطلاق دينامية نزع السلاح في لبنان بشكلٍ كبير، بعد إتمام التوقيع، ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة وترؤسه مراسم توقيع الاتفاق وتثبيته. ويعتبر حمادة أنّ الوضع الجديد سيضع الحزب أمام خيارٍ مصيري، إذ لن يكون أمامه سوى تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، وإلا فسيواجه عواقب وخيمة جدًا في حال أصرّ على موقفه وتمرّده على القرار، سواء تمّ ذلك بإيعازٍ إيراني أو بقرارٍ ذاتي.
ويحذر حمادة من أنّ رفض الحزب الانخراط في هذه المرحلة الجديدة سيؤدي إلى انعكاسات خطيرة عليه بالدرجة الأولى، وليس على لبنان، لافتًا إلى أنّ حزب الله بات اليوم في عزلةٍ غير مسبوقة، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى.