عقدت لجنة نوبل النرويجية التي تمنح جائزة نوبل للسلام اجتماعها الأخير يوم الإثنين الماضي، وفق ما أعلنت مؤسسة نوبل، اليوم الخميس، أي قبل يوم واحد من الإعلان الرسمي عن اسم الفائز لعام 2025.
وقال الناطق باسم المؤسسة إريك أوسايم لوكالة فرانس برس: "عُقد الاجتماع الأخير للجنة نوبل الإثنين، ووُضعت اللمسات النهائية، لكننا لا نكشف أبداً موعد اتخاذ القرار النهائي".
وأشار أوسايم إلى أن اللجنة لن تعقد أي اجتماع جديد قبل الإعلان الرسمي المقرر يوم الجمعة الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت أوسلو (09:00 بتوقيت غرينتش)، مضيفًا، "سيكون هناك فائز هذا العام".
وجاء ذلك في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تكهّنات متزايدة حول إمكانية امتناع اللجنة عن منح الجائزة في ظل الاضطرابات الجيوسياسية العالمية، إلا أن تصريحات أوسايم أكدت أن اسم الفائز جاهز وسيُعلن في الموعد المحدد.
تزامن إعلان مؤسسة نوبل مع تطورات سياسية كبرى في الشرق الأوسط، أبرزها توصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، بعد وساطة دولية شاركت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا.
ويرى مراقبون أن الاتفاق الذي أُنجز بعد عامين من الحرب المدمّرة في غزة، قد يُشكل محطة حاسمة في مسار ترشيحات جائزة نوبل للسلام لعام 2025، خصوصًا في ظل دور الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن أنه مارس ضغوطًا مباشرة لدفع الطرفين نحو التسوية.
ويُذكر أن ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في كانون الثاني الماضي، كرّر مرارًا أنه “يستحق جائزة نوبل للسلام”، مشيرًا إلى دوره في حلّ نزاعات إقليمية عدة. وقال في تصريح سابق: "عدم منحي الجائزة سيكون إهانة للولايات المتحدة".
وبحسب مؤسسة نوبل، بلغ عدد المرشحين هذا العام 338 فردًا ومنظمة، من بينهم زعماء سياسيون، وناشطون حقوقيون، ومنظمات إنسانية.
وكانت الجائزة لعام 2024 قد مُنحت إلى منظمة “نيهون هيدانكيو” اليابانية، وهي رابطة الناجين من القصف النووي على هيروشيما وناغازاكي، تقديرًا لجهودها في مكافحة انتشار الأسلحة النووية.
وتتكوّن لجنة نوبل النرويجية من خمسة أعضاء، تختارهم البرلمان النرويجي، وتُجري عادة مشاورات سرّية تمتد أسابيع قبل اتخاذ القرار النهائي، على أن يُصاغ بيان رسمي دقيق يشرح حيثيات منح الجائزة وأسباب الاختيار.
ويرى بعض المراقبين أنّ التوقيت السياسي الدقيق للإعلان عن الفائز، بعد اتفاق غزة بساعات فقط، قد يفتح الباب أمام تأويلات جديدة حول ما إذا كانت لجنة نوبل ستكرّم شخصية لعبت دورًا مباشرًا في جهود التهدئة، أو تمنح الجائزة لجهات حقوقية وإنسانية حافظت على طابعها غير السياسي.
ومهما كان القرار، فإن عيون العالم تتجه الجمعة نحو أوسلو، حيث ينتظر كثيرون ما إذا كانت “نوبل للسلام 2025” ستكرّم مسار الدبلوماسية الجديدة في الشرق الأوسط — أو تختار البقاء على خطّ الحياد التاريخي للجائزة.