المحلية

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 14 تشرين الأول 2025 - 12:57 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

مشهدية المدينة الرياضة رسالة واضحة المعالم... سلام فشل في كسر الحزب؟

مشهدية المدينة الرياضة رسالة واضحة المعالم... سلام فشل في كسر الحزب؟

"ليبانون ديبايت"

تستمرّ الرسائل المشفّرة بين السراي وحارة حريك، وليس آخرها مشهدية المدينة الرياضية التي حاول حزب الله من خلالها أن يثبت أنه الرقم الصعب في المعادلة الداخلية، ردًّا على محاولة رئيس الحكومة في أكثر من مناسبة الانقضاض عليه، إن من خلال الإصرار على إصدار قرار حكومي بنزع السلاح، أو من خلال محاصرة إعادة الإعمار، والتي عبّر رئيس مجلس النواب عنها خير تعبير عندما هدّد بعدم تمرير الموازنة إذا لم تتضمّن بندًا لإعادة الإعمار.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم في حديث الى "ليبانون ديبايت" أن رئيس الحكومة، انطلاقًا من مفهوم سياسي معين وعقلية محددة، اعتبر أنّ حزب الله مكسور الجناح ويمكن الإجهاز عليه ومنعه من رفع رأسه أو فرض شروطه. لذلك، خاض تجربة خلال الأشهر الثمانية الماضية لمحاصرته سياسيًا، غير أنّ هذه المحاولة فشلت، بل إنّ الثنائي الشيعي استطاع في مكان ما أن يلوِي ذراعه، الأمر الذي يستدعي ، برأي بيرم، إعادة النظر في خياراته تجاه التعامل مع الحزب.


ويشير بيرم إلى أنّ رئيس الحكومة، وخلال تلك الأشهر الثمانية، لم يكن لديه عمل سياسي واضح سوى مواجهة حزب الله واستكمال الحرب عليه بطريقة مختلفة، سواء عبر التهديد بملف سلاح الحزب أو بشن حملة سياسية ضدّه، مستفيدًا من حكومةٍ تضمّ أكثرية تناصب الحزب العداء وتدعم توجهه التصعيدي.


أما عن الأسباب التي دفعته إلى هذا المنحى في التعاطي مع الحزب، فيلفت بيرم إلى أنّ رئيس الحكومة جاء إلى موقعه بمهمة محددة وواضحة، لا تتجاوز محاولة تكسير حزب الله، انطلاقًا من قناعةٍ لديه بأنّ الحزب يعيش حالة انهزام يمكن البناء عليها لإكمال المواجهة حتى النهاية.


غير أنّ بيرم يتوقف عند موقف رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أنّه بعد أن بلغت الأمور ذروتها في 5 آب، بدأت بالتراجع في 5 أيلول، إلى أن جاءت واقعة صخرة الروشة التي حملت ،برأيه، الإشارة الأقوى على موقع الحزب في المعادلة الداخلية. فليس مشهد الحشد الكشفي الذي تخطّى 74 ألف مشارك في المدينة الرياضية سوى تأكيد قاطع على أنّ حزب الله ما زال الرقم الصعب في الداخل اللبناني.


ويضيف بيرم أنّ الحزب، رغم الحرب السياسية التي تشنها عليه الحكومة وحلفاؤها من القوات اللبنانية والكتائب وبعض نواب التغيير، استطاع أن يواجه بصلابة ووفق أسلوبه الخاص. ويعتبر أن المشهد الجماهيري يوم الأحد هو استتباع لمسار متدرّج بدأه الحزب بعد وقف إطلاق النار، إذ سعى من خلاله إلى تكريس معادلة معاكسة تثبت أنّه لم يُهزم، بل ما زال حاضرًا بقوة في بيئته وداخل الساحة الوطنية الأوسع، وهو اليوم على طريق التعافي السياسي والتنظيمي.


ويُذكّر بأنّ الحزب نفّذ سلسلة محطات مفصلية منذ تشييع الأمينين العامين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، مرورًا بـالذكرى الأولى لاستشهادهما، وصولًا إلى حدث صخرة الروشة والتجمّع الكشفي الأخير، وهي كلّها رسائل واضحة بأنّ الحزب لا يزال فاعلًا ومتمسكًا بموقعه في المعادلة الوطنية.


وحول انعكاس هذا الواقع على الانتخابات النيابية المقبلة، يعتبر بيرم أنّ الحزب سيعمل على الحفاظ على مكاسبه السابقة ونسج تحالفاته التقليدية، خصوصًا مع التيار الوطني الحر. فبرغم محاولات جبران باسيل الأخيرة الإيحاء بابتعاده عن الحزب أو تأييده لطرح نزع السلاح، إلا أنّه يدرك ضمنيًا أنّه لا يستطيع الاستغناء عن الحزب. ويضيف بيرم: "في نهاية المطاف، باسيل أمام خيارين: إما سمير جعجع أو حزب الله، وبالتالي فإنّ التيار مضطرّ للعودة إلى الحزب."


ويكشف بيرم أنّ تعيين النائب السابق محمد فنيش مسؤولًا عن ملف الانتخابات والعمل الحكومي شكّل إشارة إلى جدّية حزب الله في التحضير المبكر للاستحقاق النيابي، مشيرًا إلى أنّ الحزب يتعامل مع هذا الملف بـاهتمام بالغ، نظرًا إلى أهميته في المرحلة المقبلة.


ويؤكد أنّه، وإن كان تحالف الحزب مع حركة أمل ثابتًا، إلا أنّ خريطة تحالفاته الأخرى لم تُحسم بعد، لكنه مضطر للتحالف مع التيار الوطني الحر في مناطق محددة مثل جبيل، بعبدا وبعض مناطق البقاع، مشدّدًا على أنّ الطرفين يحتاجان إلى بعضهما البعض سياسيًا وانتخابيًا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة