أبلغ قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب "يونيفيل" الجنرال ديوداتو أبنيارا رئيس الجمهورية جوزاف عون أنّ عملية الخفض التدريجي لعناصر "اليونيفيل" لن تؤثر على مستوى التنسيق القائم مع الجيش اللبناني ولا على استمرار تقديم الدعم له في منطقة العمليات الدولية.
وبحسب ما نقلته صحيفة "الديار"، فإن مصادر مطلعة كشفت أنّ جولة كبير مستشاري الدفاع البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب الأميرال إدوارد ألغرين، على الحدود الشرقية، أمس، تجاوزت هذه المرة نطاق تلك المنطقة، حيث توسع الاهتمام البريطاني ليشمل الحدود الجنوبية. وقد فاتح المسؤول البريطاني الجانب اللبناني برغبة بلاده في إنشاء مراكز مراقبة جنوباً على غرار تلك التي أقيمت على الحدود مع سوريا.
وفي هذا الإطار، علم أن لندن، وفي سياق ما تسميه "توسيع شراكتها في تعزيز المؤسسات الأمنية اللبنانية ودعم دور الجيش بصفته المدافع الشرعي الوحيد عن الحدود"، تقوم بعملية "جس نبض" لمرحلة ما بعد انسحاب "اليونيفيل". وقد لمح الجانب البريطاني إلى عدم ممانعة حكومته، بالشراكة مع دول أوروبية مثل فرنسا، في المشاركة في نواة قوة مراقبة تتولى إدارة الأبراج في حال وافقت الحكومة اللبنانية على إقامتها جنوباً.
وخلال اللقاءات، جرى تقديم تجربة غزة كنموذج، حيث تم استقدام 200 جندي أميركي إلى قاعدة قريبة من القطاع لمراقبة وقف إطلاق النار، وهي تجربة يعتبرها البريطانيون قابلة للاستنساخ في الجنوب اللبناني. وحتى اللحظة، لا يزال المسؤولون اللبنانيون دون موقف نهائي من الاقتراح البريطاني، معتبرين أنّ البت في المسألة لا يزال مبكراً، وأن أي قرار من هذا النوع لا بد أن يُناقش مع الجانب الأميركي كطرف مؤثر، خصوصاً في ظل وجود «إسرائيل» على الطرف الآخر من أي ترتيبات مرتبطة بالجنوب.
وفي السياق نفسه، أبلغ رئيس الجمهورية جوزاف عون الجنرال أبنيارا أن "عديد الجيش المنتشر جنوب الليطاني سيزداد تدريجياً ليصل إلى نحو 10,000 عسكري مع نهاية العام، بهدف تثبيت الأمن والاستقرار على طول الحدود الجنوبية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي لا تزال تحتلها". وأشار إلى أن الجيش سيعمل بالتنسيق مع "اليونيفيل" على تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، إضافة إلى تسلّم المواقع التي تشغلها القوات الدولية حالياً مع بدء انسحابها التدريجي حتى نهاية العام 2027.
وأكد أبنيارا بدوره أن خفض عديد "اليونيفيل" لن ينعكس سلباً على التنسيق ولا على مستوى الدعم المقدم للجيش اللبناني في منطقة الجنوب.
وفي عين التينة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الجنرال أبنيارا والوفد المرافق، وجدد دعم لبنان الكامل للقرار 1701، داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وإلزام "إسرائيل" بوقف اعتداءاتها اليومية والانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها في الجنوب.
من جهتها، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قادة عسكريين من الولايات المتحدة ولبنان وفرنسا و"يونيفيل" عقدوا اجتماعاً في الناقورة لتنسيق الأولويات المتعلقة بالحفاظ على وقف إطلاق النار ونزع سلاح جماعة "حزب الله".
وأشارت القيادة المركزية في بيانها إلى أنّ الجيش اللبناني نجح خلال العام الماضي في إزالة نحو 10,000 قذيفة صاروخية وقرابة 400 صاروخ، إضافة إلى أكثر من 205,000 قطعة ذخيرة غير منفجرة.
ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر قوله: "يواصل شركاؤنا اللبنانيون قيادة الجهود لضمان نجاح مهمة نزع سلاح (حزب الله)". وأضاف، "نؤكد التزامنا بدعم الجيش اللبناني في جهوده لتعزيز الأمن".
أما رئيس آلية مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية، الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد، فقال: "نعمل مع الجيش اللبناني و(يونيفيل) وشركائنا الفرنسيين والدوليين لضمان فعالية إطار وقف إطلاق النار". وأكد أن "المصلحة المشتركة تكمن في الحفاظ على السلام والاستقرار في لبنان".
يُذكر أن آلية مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية تأسست في تشرين الثاني الماضي، وتتولى مراقبة التزامات "إسرائيل" ولبنان بما في ذلك ملف نزع سلاح "حزب الله"، وتقديم الدعم لتنفيذ الاتفاق وفق آليات المتابعة الدولية.