في هذا السياق، يؤكّد الخبير العسكري، العميد الطيار بسام ياسين، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "الولايات المتحدة طرحت فكرة التفاوض المباشر بين لبنان وإسرائيل، إلا أن لبنان لا يزال متمسكًا بالتفاوض غير المباشر، لمعالجة القضايا المرتبطة بمسألة الحدود وتبادل الأسرى وغيرها من الملفات".
ويشير إلى أن "الموضوع لا يزال محل أخذٍ وردّ، وعلينا أن نراقب ما إذا كان الأميركيون سيقبلون بصيغة التفاوض غير المباشر، أم أنهم سيمارسون ضغوطًا باتجاه الدفع نحو تفاوض مباشر، كما يُطرح تساؤل حول طبيعة الجهة اللبنانية التي ستشارك في عملية التفاوض، وما إذا كان ستكون ذات طابع عسكري، بهدف حصر النقاش في المسائل الحدودية فقط، وتجنّب التطرق إلى ملفات سياسية، إذ إن مشاركة جهة سياسية قد تفتح الباب أمام البحث في قضايا أوسع من موضوع الحدود".
ويشدّد ياسين على أن "هذا الملف لا يزال قيد النقاش والتجاذب، ويخضع للتنسيق بين الرئاسات الثلاث، في انتظار ما ستُفضي إليه المداولات خلال الفترة المقبلة".
وعن وسائل الضغط التي قد تُمارَس على لبنان للقبول بالتفاوض المباشر، يقول ياسين: "نحن أمام مجموعة من أدوات الضغط، منها ما هو عسكري، ومنها ما هو اقتصادي، إعلامي ودبلوماسي، أي أن هناك نطاقات مختلفة من الضغوط التي يمكن أن تُستخدم على لبنان".
ويضيف: "في نهاية المطاف، ما سيحصل هو ما يخدم الأجندة الكبرى التي تتجه نحوها المنطقة، والتي تشهد تحولات كبيرة، ويبقى السؤال، هل سيسير لبنان في هذا المسار، أم سيبقى في موقع الممانع حتى اللحظة الأخيرة؟ لذلك قد نشهد تصعيدًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، وامتدادًا للاستهدافات لتشمل أهدافًا وشخصيات غير عسكرية، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة تركيزًا على مواقع ترتبط بإعادة الإعمار، مما يدل على أن المرحلة المقبلة قد تحمل تصعيدًا إضافيًا، علينا أن ننتظر لنرى كيف ستتطوّر الأمور في الأيام المقبلة".