اقليمي ودولي

الجزيرة
الاثنين 20 تشرين الأول 2025 - 18:48 الجزيرة
الجزيرة

ترامب قوي لكن غير موثوق… استطلاع عالمي يكشف مفارقة القيادة الأميركية

ترامب قوي لكن غير موثوق… استطلاع عالمي يكشف مفارقة القيادة الأميركية

أظهر استطلاع عالمي لمركز بيو للأبحاث لعام 2025، شمل نحو 28 ألف مشارك من 24 دولة، تراجعًا لافتًا في الثقة الدولية بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث لم تتجاوز نسبة من يثقون بقدرته على إدارة الشؤون العالمية 34%، مقابل 62% عبّروا عن شكّهم أو انعدام ثقتهم بسياساته الخارجية. هذا التحول لا يُقرأ باعتباره مجرد موقف شعبي عابر، بل كمؤشر على اهتزاز صورة الولايات المتحدة كقوة قيادية موثوقة عالمياً.


ويبدو أن النهج السياسي الصدامي الذي يتبناه ترامب، القائم على إعادة التفاوض حول التحالفات التقليدية ورفع شعار "أميركا أولاً"، قد ترك أثرًا واضحًا على صورة واشنطن في الخارج. ففي أوروبا تحديدًا، حيث بنت الولايات المتحدة شبكة تحالفات راسخة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تراجعت الثقة بواشنطن إلى مستويات غير مسبوقة. إذ سجّلت السويد نسبة 15% فقط من الثقة بترامب، وألمانيا 18%، وفرنسا 22%، وكندا — أقرب حلفاء واشنطن — نسبة مشابهة، ما يعكس بداية تحوّل في المزاج الإستراتيجي داخل المعسكر الأطلسي.


في المقابل، تُظهر نيجيريا أعلى نسبة ثقة بترامب بلغت 79%، وهو ما يفسره محللون بتقاطع خطابه مع التيارات الدينية المحافظة الصاعدة في غرب أفريقيا، إلى جانب تطلع أبوجا لتعزيز التعاون الأمني مع واشنطن في مواجهة التهديدات المسلحة في منطقة الساحل. أما في المكسيك، فانعدام الثقة يكاد يكون كلياً، إذ عبّر 91% من المستطلعين عن رفضهم لترامب، في انعكاس مباشر لتوتر العلاقة على خلفية ملف الجدار الحدودي وسياسات الترحيل والتعرفة الجمركية.


اللافت أن استطلاع بيو لا يقف عند حدود الأرقام، بل يكشف عن ملامح صورة مركّبة للرئيس الأميركي في المخيال العالمي. فبينما يرى 67% من المشاركين أنه "قائد قوي"، فإن 80% وصفوه بـ"المتغطرس" و65% اعتبروه "خطِرًا"، ما يشير إلى مفارقة سياسية نادرة: الاعتراف بالقوة دون منح الشرعية. ومع تراجع صورة واشنطن الأخلاقية، تتعرض قوتها الناعمة — التي شكلت ركناً أساسياً في هيمنتها الدولية — إلى اهتزاز غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة.


ويعتبر مراقبون أن هذه الأرقام، وإن كانت تعكس مزاجًا شعبيًا، إلا أنها تؤسس لتغيّرات أعمق في البيئة الجيوسياسية، خصوصًا مع تنامي الأصوات الأوروبية الداعية إلى بناء استقلالية دفاعية عن المظلة الأميركية، في ظل شعور متنامٍ بأن التحالف مع واشنطن لم يعد مضمونًا أو قائماً على الثقة الإستراتيجية المتبادلة كما كان في السابق.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة