مشاهد يومية من الصراخ
وفي حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، تقول صاليبا إنّها تمر صباحًا يوميًا أمام المدرسة في طريقها إلى عملها، وغالبًا ما تسمع أصوات صراخ من الأساتذة على التلاميذ، وهو أمر تكرر مرات عدة على مدى العامين الأخيرين.
وتضيف: "منذ حوالي أسبوع، وبينما كنت أمرّ كعادتي، رأيت المديرة جالسة مع مجموعة من الأساتذة يحتسون القهوة، وفجأة سمعت صوت إحدى المعلمات تصرخ بعصبية داخل أحد الصفوف في الطابق العلوي، وتقول لتلميذة: افتحي إيدِك، افتحي إيدِك عم قلك! ثم تلا ذلك صوت مسطرة قوي على يدها."
مواجهة مع الإدارة
وتتابع صاليبا: "دخلت فورًا إلى حيث كانت المديرة (ن. ل.) جالسة مع الأساتذة وسألتها عما يجري، فأجابتني باستهجان: ما في شي، ما حدا عم يصرخ. لكن مع إصراري على موقفتي وتهديدي بإبلاغ الجهات المختصة، جاءني الرد من المديرة بنبرة سخرية: "روحي اتشكي، ما في مشكلة".
وتشير صاليبا إلى أنّ الصرخات ليست وليدة اليوم، بل تتكرر منذ العام الماضي تقريبًا، ما يعني أن الظاهرة مستمرة ومنهجية داخل المدرسة.
دعوة وزارة التربية للتحرّك
وفي ضوء هذه الشهادة الصريحة، يطالب "ليبانون ديبايت" وزارة التربية والتعليم العالي بفتح تحقيق فوري وشفاف في ما يجري داخل المدرسة، والتأكد من صحة أقوال الشاهدة، خصوصًا أنّ القضية تمسّ سلامة الأطفال النفسية والجسدية، وهي من أولويات العمل التربوي.
كما يُطلب من الوزارة إرسال لجنة مراقبة وتفتيش تربوي للوقوف على حقيقة الأوضاع، واتخاذ الإجراءات المناسبة بحق أي معلّم أو إدارة تُثبت ضدها مخالفات.
إنّ العنف المدرسي، أياً كان نوعه، لا يمكن اعتباره وسيلة تأديب، بل هو انتهاك صارخ للقوانين ولحقوق الطفل. فالأطفال الذين يُفترض أن يجدوا في المدرسة بيئة آمنة وداعمة، لا يجوز أن يعيشوا الخوف أو الإهانة داخل الصفوف.
ويبقى السؤال موجّهًا إلى وزارة التربية: هل ستتحرك لحماية تلامذة "روضة جبيل الرسمية المختلطة"، أم سيُترك الصراخ هو اللغة السائدة خلف جدرانها؟