تتواصل كشوفات الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مع ظهور أدلة جديدة توثّق بالصوت والصورة جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول 2023.
أحدث هذه الشواهد جاء في مقطع فيديو نشره جندي إسرائيلي يُعرف بلقب "ميسوري" على حسابه في "فيسبوك"، يوثّق فيه اختطاف عائلة فلسطينية كاملة من مدينة جباليا شمالي القطاع، أثناء مشاركته في العمليات العسكرية في المخيم قبل أشهر.
تحوّل الفيديو نفسه، الذي جرى تداوله على نطاق واسع، إلى دليل إدانة مباشر على جريمة حرب موثقة، في ظل صمت وتعتيم من الجيش الإسرائيلي، وفق ما عبّر عنه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت معلومات مرفقة بالفيديو إلى أن الجندي يخدم في كتيبة 7007 – كتيبة جبل صهيون، وهي وحدة نخبوية في الجيش الإسرائيلي تضم قادة وجنودًا من لواء ناحال، وتُعرف بمشاركتها في العمليات العسكرية في غزة، ولا سيما في جباليا.
أثار الفيديو موجة غضب وصدمة على منصات التواصل، إذ وصفه ناشطون بأنه يوثق الوحشية من دون أي خجل أو خوف من المحاسبة.
ودعا مغرّدون إلى إرسال المقطع إلى المؤسسات الحقوقية والمحاكم الدولية باعتباره دليلًا دامغًا على ارتكاب جريمة حرب مكتملة الأركان، مشيرين إلى أن الحادثة ليست الأولى وأنّ منظمات حقوقية وثّقت عشرات الانتهاكات المماثلة منذ بدء الحرب على غزة.
كتب أحد الناشطين: "مشهد يكشف أن ما يسمونه جيشًا ليس سوى عصابة توثّق جرائمها قبل أن تنكرها."
وأضاف آخر: "كيان مجرم... عائلة بأكملها تُسلب حريتها في ظل صمت دولي. هذه الوحشية تتطلب تحقيقًا عاجلًا وعدالة للضحايا."
وتساءل مدوّنون: "أي انحطاط هذا؟ جندي يحتفل باختطاف أطفال ومسنّين كأنها بطولة! هذا ليس جيشًا بل عصابة تمارس العنف بزيّ رسمي."
استنكر ناشطون أن جنود الجيش الإسرائيلي يوثقون جرائمهم وينشرونها علنًا بأسمائهم من دون خشية من الملاحقة القانونية، معتبرين أن الصمت الدولي يوفّر غطاء لهذه الانتهاكات.
وأكد آخرون أنّ توثيق هذه الجرائم ونشرها بكل اللغات أمام الرأي العام العالمي واجب أخلاقي وإنساني، لأنّ السكوت لم يعد خيارًا.
وختم بعضهم بالقول إنّ الصمت على هذه الجرائم مشاركة فيها، مشددين على أنّ كل من يبرّر أو يتغاضى عنها يتجرّد من إنسانيته.
وأفادت منشورات لاحقة بأنّ العائلة الفلسطينية التي ظهرت في الفيديو أُفرج عنها لاحقًا، من دون توضيح ظروف الإفراج أو مكانها الحالي.