رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم أنّ المعطيات الراهنة في المنطقة تُظهر أنّ لبنان أمام مرحلة مفتوحة على كلّ الاحتمالات، في ظل استمرار التوترات الإقليمية وتضارب الرسائل السياسية والعسكرية بين الأطراف المعنية.
وقال هاشم، في حديثٍ إلى برنامج "أحداث في حديث" عبر إذاعة صوت كلّ لبنان، إنّ إسرائيل تعتبر نفسها منتصرة في غزة وتسعى إلى استثمار هذا "الانتصار" سياسيًا، في وقتٍ يواصل فيه الأميركي دوره كشريك مباشر في هذا المسار، ما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا ويُبعد أيّ أفقٍ فعليٍّ للتهدئة.
وأشار هاشم إلى أنّ الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة رغم مرور أحد عشر شهرًا على اتفاق وقف إطلاق النار، متسائلًا: "هل نحن فعلًا أمام تصعيدٍ تدريجيٍّ يتزايد يومًا بعد يوم، أم أنّ الحديث عن تثبيت الهدوء ليس سوى للاستهلاك الإعلامي؟"
ولفت إلى أنّ تصريحات الموفد الأميركي توم باراك الأخيرة "زادت من حدّة القلق ورفعت منسوب التوتّر"، معتبرًا أنّ الأميركي "يتحدث باسم المجتمع الدولي لكن بلسانٍ إسرائيليٍّ واضح، في وقتٍ التزم فيه لبنان إلى أبعد الحدود بوقف إطلاق النار رغم ما يتعرّض له من اعتداءات واحتلالٍ متواصلٍ لأراضيه".
وفي ما يتعلّق بعمل لجنة الميكانيسم، شدّد هاشم على أنّها ستكون ميسّرة لإجراء المسح الكامل واللازم على الحدود الجنوبية، مؤكداً في الوقت نفسه أنه "لا يمكن للبنان أن ينتظر إلى ما لا نهاية حتى يقرّر الإسرائيلي موعد انسحابه".
وقال: "من حقّ لبنان أن يُطالب بالتزامٍ إسرائيليٍّ كامل بوقف العدوان وتنفيذ الاتفاق من دون أي تأخير أو مماطلة."
وكشف هاشم أنّ خطّ بعبدا – عين التينة سالك، مشيراً إلى ترجيحات لعقد لقاء ثلاثي في أي وقت قريب للتنسيق حول آلية المفاوضات والبحث في النقاط الخلافية التي ما زالت قيد النقاش بين الأطراف اللبنانية المعنية.
وفي الشأن الداخلي، أكد النائب هاشم أن الجلسة التشريعية المرتقبة تحمل جدول أعمال "مشحونًا بالبنود الأساسية والحساسة"، وعلى رأسها ملف إعادة الإعمار في المناطق المتضررة.
وأوضح أن قانون الانتخاب ليس مطروحًا ضمن جدول هذه الجلسة، مشيرًا إلى أنه "موضوع مختلف ويحتاج إلى بحث مستقل خارج السياق الحالي".