كشفت صحيفة "جوروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أنّ رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مناقشة ملف "اليوم التالي" لما بعد الحرب في غزة، أدّى إلى تمكين حركة حماس من استعادة سيطرتها على المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، ووصفت ذلك بأنه "فشل استراتيجي".
وقالت الصحيفة إنّ نتنياهو رفض مناقشة مستقبل غزة رغم محاولات متكررة من إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن والقيادة العليا في الجيش الإسرائيلي لدفعه إلى وضع رؤية واضحة للمرحلة اللاحقة للحرب. وأضافت أن نتنياهو "رفض مناقشة الموضوع حتى مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وبحسب التقرير، فإنّ وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 4 تشرين الأول الجاري، مكّن حماس من إعادة تنظيم صفوفها واستعادة السيطرة على المراكز السكنية في القطاع، بل وتنفيذ "سلسلة إعدامات"، وفق وصف الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحركة استغلت الهدوء النسبي لإعادة ترتيب قدراتها الميدانية، معتبرة أن ذلك كان يمكن تفاديه لو تمّ نشر قوة دولية في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، كما نصّت خطة ترامب المكوّنة من 20 بندًا لإنهاء الحرب في غزة.
ولفت التقرير إلى أن نتنياهو لم يبدأ المفاوضات حول تشكيل قوة أمن دولية لإدارة الوضع في غزة إلا بعد وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش، ما جعل إسرائيل تفقد زمام المبادرة في الميدان.
وأضافت الصحيفة أنّ المفاوضات بدأت تؤتي ثمارها مؤخرًا بعد تصريح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنّ الدول المشاركة في القوة متعددة الجنسيات ستكون من "الدول التي تراها تل أبيب جديرة بالثقة".
وأوضحت "جوروزاليم بوست" أنّه كان بالإمكان حسم مسألة تشكيل القوة ومجال انتشارها منذ أشهر، لكنّ اعتبارات أمنية وسياسية حالت دون ذلك، مشيرة إلى أنّ إسرائيل والولايات المتحدة تملكان ما يكفي من النفوذ لتحديد تركيبة القوة الجديدة المتوقع نشرها خلال الأسابيع المقبلة بهدف استعادة السيطرة الأمنية من حماس وتجنّب اندلاع صراع جديد.