المحلية

محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025 - 07:12 ليبانون ديبايت
محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت

رئيس المخابرات المصرية في بيروت: محاولة تسوية أم إنذار أخير؟

رئيس المخابرات المصرية في بيروت: محاولة تسوية أم إنذار أخير؟

"ليبانون ديبايت" - محمد علوش


لم تكن القاهرة يوماً خارج اللعبة، وإن اختلفت قدرة التأثير باختلاف الظروف، فالدولة التي اعتادت أن تلعب دوراً مهماً في القضايا العربية، تعرف تماماً حجم تأثيرها، وما زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت سوى محاولة مدروسة لإعادة تثبيت بصمة مصر في معادلة الشرق الأوسط، بعدما انزلقت المنطقة إلى حافة صدام شامل بين إسرائيل ومحيطها.

بحسب مصادر عربيّة متابعة فإن مصر تريد أن تنقل تجربتها من "تثبيت التهدئة" في غزة إلى "منع الانفجار" في لبنان، ولو أنها تُدرك ان التعاطي مع الملف اللبناني أكثر تعقيداً من الملف في غزة، لأن الاول فيه معادلة تتقاطع فيها حسابات دولية عديدة، بينما الثاني كانت تمتلك قدرة كبيرة على التأثير في أحد أطرافه.


تؤكد المصادر عبر "ليبانون ديبايت" أن الموفد الأمني المصري الذي يزور لبنان اليوم بعد زيارته إلى تل أبيب، لا يأتي كمجرد ساعي بريد، فلو كان الأمر محصوراً بنقل رسالة لكان فعلها السفير المصري في لبنان، أو أي شخصية سياسية مصرية، وبالتالي مجرد توكيل رجل الأمن الأول في مصر فهذا يعطي صورة أولية حول ما سيحمله الرجل من مشروع سياسي متكامل تحاول القاهرة من خلاله أن تُكرّس نفسها كوسيطٍ أساسي في تسويات الشرق الأوسط.


وتكشف المصادر أن اللافت في زيارات الموفدين إلى لبنان هذا الأسبوع هو حصولها بعد زيارتهم لإسرائيل، إذ كان الموفدون سابقاً، تحديداً الأميركيون، يزورون لبنان لطرح بعض المواضيع ويحصلون منه على أجوبة بشأنها ثم نقل الإجابات إلى إسرائيل، ولكن الآية معكوسة هذه المرة، مشيرة إلى أن اللواء حسن رشاد بدأ تحرك دولي منذ أسبوع تقريباً يتعلق بلبنان واسرائيل، وعنوانه محاولة الوصول إلى "تسوية إقليمية مصغّرة" تبدأ من لبنان ولا تنتهي به، تُبنى على مبدأ وقف التصعيد مقابل فتح قنوات تفاوض مباشرة بين بيروت وتل أبيب تحت المظلة الدولية التي أنتجها لقاء شرم الشيخ، على غرار التجربة التي نجحت فيها القاهرة في إدارة الحرب السياسية حول غزة، إلى جانب طرح جديد يتعلق بالسلاح وسحبه، ولكن ما يجب التأكيد عليه هو أن المسؤول المصري الذي يحمل ورقة تتضمن خارطة طريق لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار لا يمتلك بعد عرضاً متكاملاً توافق عليه اسرائيل بانتظار الموقف اللبناني.


كذلك لا يمكن فصل التحرك المصري في لبنان عن تحركها على خطّ الوساطة بين أميركا وإيران، فمصر لا ترى انفصالاً بالملفات، بل ترابطاً قد يسمح لاحدها بتسيير الآخر، فإن كان المسار مقفلاً بين إيران وأميركا، لم لا يُفتح من البوابة اللبنانية – الإسرائيلية، لكن السؤال الأهم سيبقى حول قدرة مصر على لعب هذا الدور؟


تمتلك مصر شبكة علاقات معقّدة مع كل الأطراف المعنية فهي تنسّق أمنياً مع إسرائيل، وتحافظ على خطوط تواصل مع حزب الله عبر قنوات غير مباشرة، وتبقي الباب مفتوحاً مع طهران، وهذه المرونة تمنحها شرعية الوسيط، وتُشير المصادر عبر "ليبانون ديبايت" إلى أن مصر تعتبر الفرصة سانحة لإعادة تموضعها بعد انكفاء سابق عن قضايا المنطقة لصالح تقدم قوى أخرى، ولكن النجاح يتطلب نوايا صادقة من الأطراف المعنية بالصراعات، إذ تؤكد المصادر أن اسرائيل حتى اللحظة لم تقدم أي إشارة إيجابية بخصوص الرغبة بالوصول إلى تفاهمات في لبنان، لا لمصر ولا لأميركا.


وتكشف المصادر العربية أن اسرائيل لا تزال تعتبر ان استمرار الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية على لبنان هو الحل الانسب لها لتحقيق أهدافها، وأنها أبلغت المسؤول المصري خلال زيارته الأخيرة الى تل أبيب بأنها بصدد رفع مستوى التصعيد في لبنان بعد رصدها تباطؤ الدولة اللبنانية بسحب السلاح، وتسارع عملية الترميم والتعافي من قبل حزب الله، وبالتالي هل لن تتراجع ما لم يتبدل المشهد بهاتين النقطتين، أما التفاوض فهي ليست مستعجلة عليه بقدر الأميركيين الذين يرغبون بجلوس لبنان وإسرائيل على طاولة واحدة كما يفعل السوريون مع الإسرائيليين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة