المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025 - 14:59 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

تمير هايمن: "الكذبة الكبرى" المسماة تفكيك سلاح حزب الله

تمير هايمن: "الكذبة الكبرى" المسماة تفكيك سلاح حزب الله

نشر موقع "N12" الإسرائيلي مقالاً للّواء (احتياط) تمير هايمن، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية وقائد الفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي، والذي يشغل حالياً منصب رئيس معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب، تناول فيه ما وصفه بـ"الكذبة الكبرى المسماة تفكيك سلاح حزب الله"، محذراً من أن لبنان يقف اليوم أمام فرصة تاريخية لتغيير واقعه، لكنها في طريقها إلى الضياع بسبب الخوف من الانفجار الداخلي وغياب الإرادة الحقيقية للإصلاح.


وأكد هايمن أن الوضع في لبنان، من وجهة نظر إسرائيلية، يُعد فرصة استراتيجية نادرة، موضحاً أن القيادة اللبنانية الحالية، ممثلة بالرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، هي الأولى التي تعلن صراحة نيتها تفكيك سلاح حزب الله، لكنها لم تُقدم حتى الآن على أي خطوة عملية في هذا الاتجاه. واعتبر أن هذه المبادرات الكلامية لا تتجاوز كونها "تصريحات جميلة تغطي عجزاً فعلياً عن المواجهة"، مشيراً إلى أن الخوف من تجدد الحرب الأهلية اللبنانية هو العامل الذي يشل القرار الداخلي ويمنع أي احتكاك فعلي مع الحزب.


وأضاف هايمن أن حزب الله يعيش حالة ضعف بعد الضربات الإسرائيلية، غير أن هذا الضعف، من وجهة نظر إيران، ليس سوى فرصة لإعادة بناء التنظيم بشكل أقوى وأكثر تنظيماً، من خلال ضخ الأموال، دفع الرواتب، وتجديد البنية التحتية العسكرية في الجنوب. واعتبر أن فكرة وجود حزب الله من دون سلاح هي "تناقض جوهري"، لأن جوهر التنظيم قائم على المقاومة والعمل المسلح، ما يجعل أي حديث عن نزعه للسلاح مجرد وهم سياسي.


أما بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فيرى هايمن أن إدارة الرئيس ترامب تسعى لتسجيل "إنجاز سياسي سريع" عبر الإعلان عن تفكيك الحزب كهدف سياسي، مع تقليص دور قوات "اليونيفيل" في الجنوب، لكن دون أي تدخل فعلي على الأرض. واعتبر أن واشنطن "تُعلن دون أن تفعل، فيما طهران تفعل دون أن تُعلن"، وهو ما يجعل ميزان القوى في الميدان يميل لصالح إيران.


وعن الموقف الإسرائيلي، يقول هايمن إن تل أبيب تعتبر أن "الحسم قد تحقق" إلى حدّ ما، إذ تكتفي حالياً بتحسين دفاعاتها في الشمال ومنع إعادة بناء قدرات الحزب، من دون السعي إلى توسيع الجهد الدبلوماسي. لكنه يحذر من أن هذا النهج يتقاطع مع التوجه الإيراني الذي يستغل الوقت لإعادة التموضع وإعادة تسليح الحزب بهدوء.


ويشير هايمن إلى أن استمرار الجمود الحالي سيؤدي إلى إعادة إنتاج النظام اللبناني السابق، حيث يبقى حزب الله مسلحاً، والدولة عاجزة، والطوائف تعيش على توازن هشّ قائم على تفاهمات غير معلنة، ما سيجعل "الكذبة اللبنانية" تستمر كواقع منظم للحياة السياسية، فيما تضيع الفرصة التاريخية لتغيير المعادلة.


وفي ختام مقاله، دعا هايمن إلى تبني استراتيجية جديدة تقوم على رؤية سياسية طويلة المدى إلى جانب العمل العسكري. ورأى أن الحل يكمن في:


وضع هدف بعيد المدى للسلام مع لبنان رغم صعوبة الفكرة حالياً.


استثمار الحافز الأميركي لتحويل التصريحات إلى أفعال، بدءاً بطرد قائد قوة القدس الإيرانية في لبنان، طبطبائي، الذي "يعيد بناء حزب الله من داخل بيروت".


تحفيز الجيش اللبناني على الدخول في احتكاكات محدودة ومدروسة مع الحزب لتعزيز سلطته وهيبته.


استمرار الضربات الإسرائيلية كوسيلة مؤقتة، دون الاعتماد عليها كخيار دائم.


وختم هايمن بالتأكيد أن "الاستراتيجية الإسرائيلية الناجحة يجب أن تُبنى على تكامل بين الرؤية السياسية والقدرات العسكرية، وبشراكة وثيقة مع الولايات المتحدة"، لأن هذا المزيج وحده، بحسب تعبيره، كفيل بخلق واقع أمني مستقر وطويل الأمد في المنطقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة