المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الجمعة 31 تشرين الأول 2025 - 07:12 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

"وول ستريت جورنال": حزب الله يعيد التسلّح… ووقفُ إطلاق النار على المحك

"وول ستريت جورنال": حزب الله يعيد التسلّح… ووقفُ إطلاق النار على المحك

تفيد صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصادر مطّلعة على معلوماتٍ استخبارية إسرائيلية وعربية، أنّ "حزب الله" يعمل على إعادة بناء ترسانته العسكرية ورفد صفوفه التي تضرّرت، في تحدٍّ لشروط اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بما يرفع احتمالات تجدّد الصراع.


ووفق هذه المعلومات، يعيد الحزب المدعوم من إيران تزويد مخازنه بالصواريخ، بما فيها الصواريخ المضادّة للدروع، وذخائر المدفعية. بعض هذه الأسلحة يدخل عبر المرافئ اللبنانية وشبكات التهريب التي ما زالت تعمل عبر سوريا رغم ضعفها، فيما يتولّى الحزب تصنيع جزءٍ من الأسلحة محليًا، بحسب أحد المصادر.


هذا المسار يُرهق الاتفاق الذي أنهى قبل عامٍ حملةً إسرائيلية استمرّت شهرين. وتنصّ الترتيبات على أن يبدأ لبنان بنزع سلاح "حزب الله" في أجزاءٍ من البلاد، على أن يُستكمل لاحقًا في سائر المناطق بموجب اتفاقٍ سابق؛ غير أنّ الحزب شدّد تمسّكه بسلاحه باعتباره "ضرورةً للدفاع عن سيادة لبنان".


وتنقل الصحيفة عن مصادرها أنّ إسرائيل – التي قدّمت معلوماتٍ استخبارية لمعاونة الجيش اللبناني في جهود نزع السلاح، ونفّذت منذ توقيع الهدنة في تشرين الثاني الماضي أكثر من ألف غارة ضدّ أهدافٍ للحزب – بدأت تنفد صبرًا. وقد أثار غضبها انتقال النقاش خلال أشهرٍ قليلة من "نزع سلاح حزب الله" إلى "إعادة تسلّح حزب الله".


وبحسب وول ستريت جورنال، قال السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث البارز إلى لبنان وسوريا توم باراك في تشرين الأول: "إذا واصلت بيروت التردّد، قد تتحرّك إسرائيل منفردةً – وستكون العواقب جسيمة".


وتضيف الصحيفة أنّ القيادات اللبنانية، عبر وسطاء عربٍ وأميركيين، تطلب من إسرائيل هامش صبرٍ إضافي وتُبدي انفتاحًا على تعزيز تبادل المعلومات والتنسيق، رغم أنّ البلدين في حالة حربٍ رسمية. مكتب رئيس الحكومة امتنع عن التعليق، فيما لم يصدر ردٌّ من رئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية، كذلك لم يعلّق مسؤولون في "حزب الله".


ونقلت وول ستريت جورنال عن الأمين العام الحالي للحزب، نعيم قاسم، في مقابلةٍ أُذيعت في تشرين الأول على قناةٍ مرتبطةٍ بالحزب، دعوته إلى تنسيقٍ بين الجيش اللبناني و"حزب الله"، مع رفض محاولات نزعه من السلاح. وأوضح أنّ الحزب يسعى لتجنّب حربٍ جديدة، وامتنع منذ الهدنة عن ردودٍ عسكريةٍ واسعة على الضربات الإسرائيلية في لبنان.


وتشير الصحيفة إلى أنّ المأزق الحالي يُبرز صعوبة تفكيك ميليشيا راسخةٍ لها قاعدةٌ شعبية، حتى بعد تلقّيها ضرباتٍ قاسية. وتستعيد في هذا السياق ما يجري في غزة، حيث ترفض "حماس" شروط نزع السلاح وتسليم السلطة وفق "اتفاق الرئيس ترامب" لإنهاء الحرب الدائرة منذ عامين؛ فمع بدء الهدنة قبل نحو ثلاثة أسابيع، شدّدت الحركة قبضتها على خصومها ووقعت احتكاكاتٌ متكرّرة مع القوات الإسرائيلية.


وتذكّر وول ستريت جورنال بأنّ "حزب الله" خرج من البيئة الشيعية في لبنان قبل أكثر من أربعة عقود، وخاض عددًا من المواجهات مع إسرائيل. وبعد هجمات "حماس" في 7 تشرين الأول 2023، فتح الحزب جبهة الشمال بإطلاق الصواريخ بشكلٍ شبه يومي، ما دفع إلى إخلاءاتٍ واسعة في شمال إسرائيل. وتصف الصحيفة الردّ الإسرائيلي في خريف العام الماضي بأنّه "الأشدّ إيلامًا" للحزب، مع آلاف الغارات وتفجيراتٍ متزامنةٍ لآلاف أجهزة النداء والاتصالات اللاسلكية، ما أحدث خسائر بشريةً وتنظيميةً فادحة.


وتذكّر الهدنة الموقّعة في تشرين الثاني الماضي بأنّ عملية النزع تبدأ جنوب نهر الليطاني (بحزامٍ بعمق نحو 20 ميلًا موازٍ للحدود). وقد دعا علنًا رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام إلى نزع سلاح الحزب في سائر البلاد وحصر القوة بيد الدولة. وتفيد الصحيفة بتحقيق تقدّمٍ في تفكيك مواقع وسلاحٍ للحزب في أقصى الجنوب – مناطق لطالما كانت معاقل له وتضرّرت بفعل الحملة الإسرائيلية – وغالبًا بموافقته. لكن في مناطق نفوذه الأخرى، مثل الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، لم يُسجّل تقدّمٌ يُذكر بفعل مقاومة الحزب.


وتنقل وول ستريت جورنال عن خبيرة حلّ النزاعات رندة سليم، الزميلة في "معهد السياسة الخارجية" بجامعة جونز هوبكنز، قولها إنّ "الجيش اللبناني غير معنيّ ولا مستعدّ لمواجهةٍ عسكريةٍ مباشرةٍ مع حزب الله"، محذّرةً من "منطقة رمادية": قرارٌ بالنزع، تطبيقٌ جنوب الليطاني، ولا خطط ملموسة لما بعده.


وبحسب بيانات منظمة ACLED، وهي جهةٌ مستقلة تُعنى برصد النزاعات، نفّذت إسرائيل منذ تشرين الثاني 2024 نحو ألف غارة وأكثر من 500 قصفٍ مدفعي داخل لبنان، مع ضرباتٍ تقول إنها طالت أهدافًا للحزب في محيط بيروت وغيرها؛ فيما لا تمارس واشنطن ضغوطًا كبيرة للتهدئة، وفق مسؤولٍ غربي رفيع تحدّث للصحيفة.


وتضيف أنّ إسرائيل ثبّتت قواتٍ في مواقع عدّة جنوبًا، ولم يُقدِم الحزب حتى الآن على ردٍّ عسكريٍ كبير. وفي الأثناء، يُسمع طنين المسيّرات الإسرائيلية في مساحاتٍ واسعة، وأكثر من 60 ألف شخص ما زالوا نازحين داخليًا بحسب تقريرٍ لـ"المنظمة الدولية للهجرة" في تشرين الأول. أما إعادة الإعمار فتتعثّر بفعل الضائقة المالية لدى الحكومة والحزب، وتردّد جهاتٍ غربيةٍ وخليجية في التمويل قبل تحقيق تقدّمٍ ملموس في مسار النزع.


ويقول مسؤولون في "حزب الله" – بحسب مقابلاتٍ سابقة مع وول ستريت جورنال – إنّ الحزب وإن أُضعف عسكريًا، فبوسعه إعادة التسلّح إذا قرّر ذلك، معتبرين أنّ السلاح "عنصرُ قوةٍ للبنان" في ظلّ قدراتٍ محدودةٍ للجيش. كما تنقل الصحيفة عن مسؤولين عربٍ أنّ الحزب يعود إلى بنيةٍ تنظيميةٍ أكثر لامركزية، على غرار الثمانينيات، شبيهةٍ بتحوّلات "حماس" في غزة. ورغم استقطاب مقاتلين جدد، تبقى القيادة العسكرية في طور إعادة التشكّل، من دون مؤشراتٍ إلى تخلّي الحزب عن خيار إعادة البناء، مع استمرار الدعم الإيراني.


وتختم رندة سليم في اقتباسٍ تنقله الصحيفة قائلةً: "حزب الله لا يشعر أنّه هُزم. يعتقد أنّه قادر على إعادة التشكّل، ولديه رعايةٌ إقليمية ثابتة من إيران".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة