وجّه الادعاء العام في إيران اتهامًا رسميًا إلى فائزة رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، بعد تصريحاتها المثيرة التي أكدت فيها أنّ والدها لم يمت نتيجة أزمة قلبية كما أُعلن رسميًا، بل جرى اغتياله على يد أجهزة الأمن الإيرانية.
وفي مقابلة تلفزيونية ضمن برنامج "إي كاش"، قالت فائزة رفسنجاني إنّ الحديث عن وفاة والدها لأسباب طبيعية مجرّد تغطية على عملية تصفية سياسية داخل النظام، نافيةً بشكل قاطع أيّ تورّط لإسرائيل أو روسيا في الحادثة، كما روّجت بعض النظريات في السابق.
تصريحاتها جاءت بعد أن أعاد مستشار القائد الأعلى علي خامنئي، اللواء رحيم صفوي، الجدل إلى الواجهة حين أشار في خطاب علني إلى "حادثة في المسبح"، في تلميح واضح إلى الظروف الغامضة لوفاة رفسنجاني الذي فارق الحياة في كانون الثاني 2017 عن عمر ناهز 82 عامًا.
وقد فُسّرت تصريحات صفوي في الأوساط السياسية على أنّها تحذير مبطّن للرئيس الأسبق حسن روحاني، الذي يكثر في الآونة الأخيرة من انتقاد النظام وسياساته الداخلية.
وبحسب الرواية الرسمية، فإنّ رفسنجاني توفي أثناء ممارسته السباحة بمفرده إثر نوبة قلبية مفاجئة. غير أنّ عائلته، وخصوصًا ابنه محسن هاشمي، شكّكت منذ البداية في تقرير لجنة التحقيق، مشيرة إلى غياب الطاقم الطبي المرافق للرئيس الأسبق عن مكان الحادث، وإلى تناقضات عدّة في رواية الأجهزة الرسمية.
وتعتبر فائزة رفسنجاني من أبرز الناشطات الإصلاحيات في إيران، وغالبًا ما تتعرّض لملاحقات قضائية بسبب مواقفها المنتقدة للنظام، وخصوصًا دفاعها عن الحريات العامة وحقوق المرأة.
وفي بيان نشرته وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية، أكدت الأخيرة أنّه تم فتح ملف قضائي ضد فائزة رفسنجاني واستدعاؤها إلى المحكمة للتحقيق في أقوالها "التي تمسّ بالمؤسسات الرسمية للدولة وتثير البلبلة في الرأي العام".
يُذكر أنّ رفسنجاني الأب كان من الركائز التاريخية للجمهورية الإسلامية، حيث شغل منصب الرئيس بين عامي 1989 و1997، ولعب دورًا محوريًا في تثبيت السلطة بعد الحرب الإيرانية – العراقية، قبل أن يتحوّل في سنواته الأخيرة إلى صوت إصلاحي معتدل داخل النظام، وهو ما جعله عرضة لتهميش متزايد من قبل التيار المتشدد.
وتشكّل القضية الجديدة التي طالت ابنته أحدث فصول الصراع بين أجنحة النظام الإيراني، في ظلّ تزايد الاحتجاجات الشعبية والتوترات الداخلية، ما يعيد إلى الواجهة سؤالًا مؤرقًا في الشارع الإيراني: هل مات رفسنجاني طبيعيًا أم قُتل بصمت الدولة؟
 
                                                                                                         
                         
                                 
             
             
             
             
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
     
    
    