سلّط تقرير لوكالة "رويترز" الضوء على أشقاء الرئيس السوري أحمد الشرع الثلاثة، الذين برز اثنان منهم في الحكومة الجديدة، فيما يواجه الثالث تحقيقات ضمن حملة مكافحة الفساد التي يقودها الرئيس شخصيًا في دمشق.
ووفق التقرير، يشغل حازم الشرع منصبًا اقتصاديًا رفيعًا، إذ يشرف على الأعمال والاستثمارات الأجنبية والمحلية في سوريا، بما في ذلك مشاريع تشغيل مقاتلين معارضين سابقين في جهود إعادة إعمار الاقتصاد السوري.
أما ماهر الشرع، وهو طبيب نسائي يحمل الجنسية الروسية، فيتولى منصب الأمين العام لرئاسة الجمهورية، ويحضر اجتماعات رسمية مع شخصيات أجنبية بارزة، من بينها اللقاء الأخير بين الرئيس الشرع والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
في المقابل، أشار التقرير إلى أنّ الشقيق الأكبر جمال الشرع، رجل الأعمال المعروف، أصبح موضع تحقيق رسمي بعد أن ورد اسمه في حملة مكافحة الفساد التي أطلقها الرئيس السوري مؤخرًا.
ونقلت "رويترز" عن مصادر حكومية ورجال أعمال أن جمال الشرع كان قد أسّس مكتبًا في دمشق بعد تولّي شقيقه السلطة، وأدار من خلاله مشاريع في مجالات الاستيراد والتصدير والسياحة، لكن المكتب أُغلق في آب الماضي بأمر مباشر من الرئيس، بعد ورود اتهامات باستغلال النفوذ العائلي لترتيب اجتماعات مع مسؤولين حكوميين بغرض تحقيق مكاسب شخصية.
وأكدت وزارة الإعلام السورية للوكالة إغلاق المكتب، مشيرةً إلى أن "جمال الشرع لا يشغل أي منصب رسمي، ولا يُسمح له بالعمل كجهة استثمارية أو تجارية"، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها رسالة واضحة من الرئيس لعدم تكرار ممارسات النظام السابق.
وبحسب أحد أقارب العائلة، فقد عقد الرئيس أحمد الشرع اجتماعًا عائليًا بعد الحادثة، حضره والده البالغ من العمر 79 عامًا، وجّه خلاله تحذيرًا صارمًا لأفراد العائلة من استغلال اسمها لتحقيق مكاسب خاصة.
وجاء التحذير في أعقاب شكاوى من مواطنين سوريين خلال لقاء سابق مع الرئيس، عبّروا فيه عن امتعاضهم من مظاهر الثراء التي ظهرت على بعض المعارضين السابقين الذين باتوا يشغلون مناصب في الخدمة المدنية.
ومنذ ذلك الحين، شدّد الشرع علنًا في أكثر من مناسبة على أولوية مكافحة الفساد وإصلاح الإدارة العامة، مؤكدًا أنّ عهد استغلال السلطة والنفوذ العائلي قد انتهى.
وفي 13 تشرين الأول الجاري، ظهر الرئيس السوري في فيديو بثّته وسائل الإعلام الرسمية، داعيًا المسؤولين إلى الكشف عن ممتلكاتهم واستثماراتهم، وحظر مشاركتهم في أي مشاريع خاصة جديدة، كما حثّهم على تجنّب العلاقات الشخصية مع رجال الأعمال "لتجنّب تكرار نموذج الفساد الذي ساد في عهد الأسد"، على حد قوله.
 
                                                                                                         
                         
                                 
             
             
             
             
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
     
    
    