اقليمي ودولي

روسيا اليوم
الثلاثاء 04 تشرين الثاني 2025 - 16:46 روسيا اليوم
روسيا اليوم

ماسك يواجه الاحتباس الحراري: "تعتيم الشمس" يثير جدلاً واسعًا

ماسك يواجه الاحتباس الحراري: "تعتيم الشمس" يثير جدلاً واسعًا

كشف الملياردير الأميركي إيلون ماسك عن خطط طموحة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، عبر إطلاق مجموعة ضخمة من الأقمار الصناعية المزودة بالذكاء الاصطناعي، بهدف تعديل كمية الإشعاع الشمسي التي تصل إلى الأرض.


وأوضح ماسك، في منشور على منصة "إكس"، أن المشروع يستند إلى مفهوم "الهندسة الجيولوجية الشمسية"، التي تقوم على حجب جزء بسيط من أشعة الشمس لإحداث تأثير تبريدي محدود. وأشار إلى أن الأقمار الصناعية، التي ستعمل بالطاقة الشمسية، ستجري "تعديلات طفيفة" يمكنها كبح ظاهرة الاحتباس الحراري، بل وربما "معالجة التبريد العالمي" في حال ظهوره.


وأضاف ماسك أنّ "الأرض كانت كرة ثلجية عدة مرات في الماضي"، في إشارة إلى فترات تجمد شاملة شهدها الكوكب قبل نحو 635 مليون سنة، مؤكداً أنّ المشروع يستهدف الحفاظ على "توازن حراري آمن" للأرض.


ورغم حماسة ماسك، لم يحدد بدقة الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي في هذا النظام، إلا أنّه يُرجَّح أن يكون مسؤولاً عن اتخاذ القرارات المتعلقة بتوقيت وشدة "التعديلات الشمسية" على مدار الساعة.


لكن الطموح التكنولوجي واجه موجة انتقادات واسعة من علماء البيئة والمستخدمين على حد سواء. إذ اعتبرت ليلي فور، مديرة برنامج الاقتصاد الأحفوري في "مركز القانون البيئي الدولي" (CIEL)، أنّ "هذه التقنيات غير مؤكدة النتائج وقد تُفاقم هشاشة النظام المناخي بدل إصلاحه"، محذّرة من أنّ أي تدخل غير محسوب في المناخ "قد يهدد حياة مليارات البشر".


وفي الفضاء الرقمي، شبّه بعض المستخدمين المشروع بمشهد من مسلسل "ذا سيمبسونز" حيث يحجب أحد الشخصيات الشمس لتحقيق مكاسب شخصية، فيما رأى آخرون أنّ "لا يحق لأي فرد أو شركة التحكم بمناخ الكوكب".


ومن جانبه، حذّر البروفيسور غوستاف أندرسون من جامعة أوميا في السويد من أنّ "الفكرة تستحضر خيالاً علمياً أكثر منها حلاً بيئياً"، لافتاً إلى أن تقليل الإشعاع الشمسي بنسبة 1 إلى 2% فقط "قد يخلّ بالتوازن البيولوجي للأرض ويضرّ بالتمثيل الضوئي الذي يُعدّ أساس الحياة".


كما أضاف الباحث رام بن زئيف، في منشور على "إكس"، أن "الفكرة تبالغ في تقدير قدرة الإنسان على التحكم بالكوكب وتقلل من شأن التوازن الطبيعي".


ورغم الجدل، يواصل ماسك الدفع بالمشروع قُدُمًا، مستندًا إلى خبرته في إطلاق آلاف الأقمار الصناعية عبر شبكة "ستارلينك"، وإلى قدراته المالية الهائلة التي تُقدّر بنحو 469 مليار دولار، ما يجعل الجانب التمويلي متاحًا رغم الصعوبات التقنية والسياسية المرتقبة.


في المقابل، أكدت البروفيسورة سامي بوزارد من جامعة نورثمبريا أنّ "المشكلة تكمن في عدم إمكانية التنبؤ بالنتائج"، مشددة على أن "الحل الحقيقي لأزمة المناخ يكمن في خفض الانبعاثات الكربونية لا في حلول هندسية غير مضمونة". أما الباحث أليساندرو سيلفانو، فدعا إلى "اتفاقية عالمية واضحة قبل تنفيذ أي مشروع بهذا الحجم، لما له من تأثير شامل على الكوكب بأسره".


يُذكر أنّ مشاريع مشابهة طُرحت سابقًا، مثل فكرة "تعتيم الشمس" عبر حقن جزيئات عاكسة في الغلاف الجوي، لكن أغلب التقارير العلمية حذّرت من أنّ هذه الأساليب قد تؤدي إلى اضطرابات مناخية أوسع بدل تخفيفها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة