اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يقضي برفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري أحمد الشرع، وذلك قبل أيام من لقائه المرتقب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الإثنين المقبل.
وبحسب مسودة القرار التي اطّلعت عليها وكالة "رويترز" يوم الثلاثاء، فإن المشروع يتضمّن أيضاً رفع العقوبات عن وزير الداخلية السوري أنس خطاب، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لانفتاح سياسي ودبلوماسي واسع تجاه دمشق.
ولم يتّضح بعد الموعد المحدد لطرح المشروع على التصويت، علماً أنّ إقراره يحتاج إلى تأييد تسعة أعضاء على الأقل من أصل خمسة عشر، من دون أن تستخدم أي من الدول الخمس الدائمة العضوية — وهي روسيا، الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، وبريطانيا — حق النقض "الفيتو".
وتشير مصادر دبلوماسية في نيويورك إلى أنّ واشنطن تدفع منذ أشهر في اتجاه تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، معتبرة أنّ "المرحلة الجديدة في دمشق" تمثل فرصة لإعادة إدماجها في المجتمع الدولي، خصوصاً بعد التحولات السياسية الأخيرة التي شهدتها البلاد.
وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، الثلاثاء، إنّ زيارة الرئيس السوري إلى الولايات المتحدة "تندرج في إطار جهود الرئيس ترامب من أجل تحقيق السلام في العالم"، مضيفةً أنّ "القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس الأميركي خلال زيارته للشرق الأوسط برفع العقوبات المفروضة على سوريا، أتاح لها فرصة حقيقية للسلام"، مشيرةً إلى أنّ واشنطن "تُسجّل تقدّماً ملموساً في ظل القيادة السورية الجديدة".
ومنذ تولّيه السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأوّل الماضي، أجرى الشرع سلسلة زيارات خارجية هدفت إلى إعادة بناء العلاقات مع القوى العالمية التي كانت تتجنّب التعامل مع دمشق في عهد الأسد.
وكان ترامب قد ألغى في حزيران الماضي معظم العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، والتقى الشرع خلال زيارته إلى السعودية في أيار، في أول لقاء بين الزعيمين، وصفه ترامب حينها بأنه كان "رائعاً وبنّاءً"، مشيداً بالشرع وواصفاً إيّاه بأنه "رجل قوي يسعى إلى إعادة إعمار بلاده".
وستُعدّ هذه الزيارة الأولى للرئيس السوري الانتقالي إلى البيت الأبيض، والثانية له إلى الولايات المتحدة بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الفائت في نيويورك، حيث أصبح أول رئيس سوري منذ عام 1967 يُلقي كلمة أمام المنظمة الدولية.
من جهته، أوضح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الأحد أنّ محادثات الشرع مع ترامب ستتناول "مكافحة تنظيم داعش وإعادة إعمار سوريا بعد الحرب التي استمرّت أكثر من 14 عامًا"، مشيراً إلى أنّ "دمشق منفتحة على أي حوار دولي يعيدها إلى موقعها الطبيعي في المنطقة والعالم".