فقدت عائلة الشاب العراقي محمد عماد (24 عامًا) الاتصال به منذ نحو ستة أشهر، بعد أن ظهر في آخر مقطع فيديو على تطبيق "تيك توك" مرتديًا الزي العسكري وسط حقل في أوكرانيا، مرفقًا المنشور بكلمة "دعاؤكم" إلى جانب علم روسيا.
وبحسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، سافر محمد إلى روسيا من دون علم عائلته للانضمام إلى الجيش الروسي والقتال في أوكرانيا، بعدما أغرته وعود برواتب مرتفعة وجنسية روسية. ومنذ مغادرته، تعددت الروايات حول مصيره بين من يقول إنه أُسر أو أُصيب أو قُتل بضربة مسيّرة أوكرانية.
والدته زينب جبّار، التي تقيم في مدينة المسيب جنوب بغداد، قالت بأسى: "ذهب ولم يعد... تعبنا من الحروب، ما علاقتنا بروسيا وأوكرانيا؟"، مؤكدة أنها لم تتلقَّ أي خبر رسمي عن ابنها حتى اليوم.
تقرير الوكالة أشار إلى أن عشرات الشبان العراقيين انضموا إلى الجيش الروسي عبر حملات تجنيد تروّج لها حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصًا "تيك توك" و"تلغرام"، بعروض مغرية تتضمن راتبًا شهريًا يصل إلى 2800 دولار ومكافأة توقيع تبلغ 20 ألف دولار، أي ما يعادل أربعة أضعاف رواتب الجيش العراقي.
وتحدّثت "فرانس برس" إلى عائلات أربعة شبان التحقوا بالجيش الروسي، ثلاثة منهم مفقودون والرابع عاد جثة إلى العراق. كما نقلت عن أحد المجنّدين قوله عبر الإنترنت: "أعطني جنديًا عراقيًا وسلاحًا روسيًا وسنحرر العالم من الاستعمار الغربي".
عائلة محمد لا تزال تترقّب خبراً يؤكد مصيره، فيما تواصل شقيقته فاتن البحث عبر الإنترنت في حسابات عراقية روسية لمعرفة ما إذا كان ما زال على قيد الحياة، بعد أن أبلغها أحد المجنّدين بأن شقيقها قُتل قرب باخموت ووُضع جثمانه في مشرحة تابعة للجيش الروسي.
ولم تُعلّق السفارة الروسية في بغداد على استفسارات "فرانس برس" بشأن هذه الحالات، في وقت تتزايد فيه التقارير عن استقطاب موسكو لمقاتلين أجانب، بينهم عراقيون، في حربها المستمرة ضد أوكرانيا منذ شباط 2022.