بحث وتحري

ليبانون ديبايت
الأربعاء 05 تشرين الثاني 2025 - 13:59 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

قبل الضربة الإسرائيلية الكبرى... هل يتّصل الرئيس عون بنتنياهو؟!

قبل الضربة الإسرائيلية الكبرى... هل يتّصل الرئيس عون بنتنياهو؟!

"ليبانون ديبايت"

أبدى رئيس الجمهورية جوزيف عون، بشكلٍ علني، استعداد لبنان للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل، إلّا أنّ هذا الإعلان لم يترافق مع توضيحات حول طبيعة هذا التفاوض أو شكله أو الجهة التي ستتولّى إدارته، ما أثار مجموعة من التساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية.

في هذا الإطار، أكّد الكاتب والمحلّل السياسي علي حمادة أنّ "رئيس الجمهورية، جوزيف عون، فتح باب التفاوض، لكن حتى الآن لا توجد معلومات واضحة حول الشكل الذي يقصده الرئيس".


وأضاف حمادة في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت": "من المرجّح أن يكون رئيس مجلس النواب نبيه برّي يقصد، من جهته، أنّ التفاوض يمكن أن يتم ضمن إطار الميكانيزم، أي في إطارٍ عسكري، مع إشراك بعض الخبراء التقنيين المدنيين، ولكن من دون أن تكون لهم صفة سياسية".


وأضاف: "المنطقة تجاوزت هذا النوع من التفاوض. فإذا كان هناك تفاوض فعلي، فسيكون تفاوضًا مباشرًا لبنانيًّا – إسرائيليًّا، بحضور الأميركيين فقط، وليس بحضور عشرين دولة، وخصوصًا أنّ الموضوع سياسي بامتياز في المنطقة".


وأكّد حمادة أنّ "إسرائيل تفضّل طبعًا أن يكون التفاوض مباشرًا، إذا كانت تقصد فعلًا التفاوض المباشر. أمّا تقديري، فهو أنّ الإسرائيليين يريدون نزع السلاح أوّلًا ثم التفاوض. فهم لا يمانعون التفاوض على الانسحابات أو على النقاط أو على ترسيم الحدود، لكنّ مشكلتهم الأساسية تكمن في وجود ترسانة سلاح بيد حزب الله، تضمّ نحو 30 ألف مقاتل، وما بين 10 و20 ألف صاروخ. فعند لحظة الهدوء، يمكن لحزب الله أن يعود ويتسلّل إلى المراكز الأمامية المتاخمة للحدود، وهذا ما لن تقبل به الولايات المتحدة التي تعلن ذلك بوضوح وتعبّر عنه كنوايا سياسية معلنة".


وتابع: "من المرجّح أن تضغط الولايات المتحدة على بيروت للقبول بالتفاوض المباشر عندما يحين موعده، وليس أمام لبنان سوى أن يقبل بالتفاوض بالشكل نفسه الذي يجري فيه السوريون التفاوض اليوم".


وأشار إلى أنّ "الرئيس عون أكّد أنّ خيار التفاوض الذي دُعي إليه هو خيار وطني جامع، أي أنه متّفق عليه مع بقية الأطراف، وتحديدًا مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب. وبرّي بدوره يكون قد أبلغ جماعة الحزب بأنّ هناك توجّهًا للذهاب إلى التفاوض، وأنّ هذا المسار يجب التعامل معه بجدّية".


وأضاف: "لكنّ الرئيس عون يشير أيضًا إلى أنّ إسرائيل لم تُحدّد موقفها بعد، وما زالت مستمرّة في اعتداءاتها، وهذا صحيح، فهي تواصل الاغتيالات. وفي ما يتعلّق بالردود على كلام رئيس الجمهورية، فإنّ الأخير يرى أنّه لا خيار أمام لبنان سوى التفاوض".


وقال حمادة: "توم باراك، المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان، علّق على هذا الموضوع، وهو يتحدّث في الملف اللبناني أكثر مما نتحدّث نحن، ويمثّل الإدارة الأميركية والبيت الأبيض. قال باراك: (ليتّصل عون بنتنياهو لنخرج من هذا الوضع السيّئ). هذا موقف مطروح، لكنّني لا أرى الرئيس عون اليوم يمسك الهاتف ويتّصل بنتنياهو في الظروف الحالية".


وأضاف: "لكن أذكّركم بشيء: لو طُرح هذا المقترح قبل سنتين، لكان أُسقِط قصر بعبدا على رأس الرئيس ورئيس الحكومة. أمّا اليوم، فمرور هذا الطرح بشكلٍ عادي يدلّ على أنّ موازين القوى تغيّرت، وأنّ حزب الله يُدرك تمامًا حدود حركته ولا يستطيع تجاوزها".


ولفت حمادة إلى أنّ "التهديدات الإسرائيلية ليست سوى جزءٍ من السردية التي بدأ بها الحزب حول قوّته، والتي استغلّها الإسرائيليون واستخدموها كذريعة متراكمة. يومًا بعد يوم، يراكمون الذرائع حتى الوصول إلى ذريعة التدخّل العسكري. يطرحون أنّ حزب الله عاد ولا تهمّهم مسألة نزع السلاح".


وتابع، "الحزب أصبح أعلى من الحكومة والمسؤولين عنها، وأعلى من القرار 1701 وبعض القرارات الأخرى مثل 1559 و1680. هم خارج سلطة الدولة، ويتسلّحون ويحضّرون أنفسهم، وبعد خمس سنوات قد يمتلك حزب الله قدرات تقارب ما كان يملكه قبل الحرب. لذلك، يُهيّئون الأجواء لشنّ ضربة كبيرة على حزب الله، فيما الحزب يواصل تقديم الذرائع لضربة جديدة على لبنان واللبنانيين — أبناء الجنوب والبقاع والقرى وحتى بيروت وسائر المناطق. وهذه الأخطاء كثيرة، خصوصًا في الخطاب المفرط والتبجّح من جانب حزب الله".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة