"ليبانون ديبايت"
مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، أنهى "حزب الله" مرحلة صمته "الإستراتيجي"، ببيان إلى الرؤساء الثلاثة، أعلن فيه موقفه من حلول "اليوم التالي" التي طرحتها واشنطن على طاولة الميكانيزم، والتي تندرج تحت عنوان التفاوض بين لبنان وإسرائيل من أجل استكمال تنفيذ اتفاق 27 تشرين الثاني الماضي.
وفي قراءة لبيان الحزب الموجه إلى الرؤساء الثلاثة والرافض لأي تفاوض، يرى النائب في كتلة "الإعتدال الوطني" النائب وليد البعريني، أنه يبدو كموقفٍ حازم، يُراد منه "إظهار التحدي ورفض أي حوار مع إسرائيل".
إنما بالتوازي، يقول النائب البعريني ل"ليبانون ديبايت"، إن بيان الحزب "يشكّل إحراجاً متعمّداً للرؤساء الثلاثة، إذ يضعهم أمام الرأي العام بمظهر الضعف، وكأن القرار ليس بيد الدولة".
ولذا، يعتبر البعريني أن "هذا الأسلوب، يعادل عملياً تسليم البلد لجهات أخرى خارج مؤسسات الشرعية".
أمّا عن دلالات الكتاب المفتوح إلى الرؤساء الثلاثة، وإمكانية اعتباره مؤشراً على أن القرار بالتفاوض أصبح بيد الدولة وليس بيد الحزب أو الرئيس نبيه بري، يشير البعريني، إلى أن الكتاب المفتوح يحمل دلالات سياسية دقيقة، فهو "محاولة لتخفيف التوتر وإبقاء قنوات الحوار مفتوحة من جهة، لكنه في الوقت نفسه يعكس رغبة في فرض إيقاع معيّن على السلطة، وبالتالي، فإن جمع الرؤساء الثلاثة خطوة ذكية، لكنها لا تعني بالضرورة أن القرار أصبح بيد الدولة، بل تُظهر استمرار التجاذب حول من يملك الكلمة الفصل، فالقرار يجب أن يكون للدولة وحدها، وليس لأي طرف أو زعيم سياسي".
ورداً على سؤال عن صاحب القرار الفعلي في ملف التفاوض مع إسرائيل، وما إذا كانت الجهة التي تملك السلاح هي التي ستفاوض، يجزم البعريني بأن "القرار يجب أن يكون بيد الدولة ومؤسساتها الدستورية فقط، لأن امتلاك السلاح لا يعني امتلاك القرار، ولا يعطي شرعية للتفاوض بإسم لبنان".
ويخلص البعريني إلى التأكيد بأن "احترام منطق الدولة لا يتناقض مع دعم المقاومة، بل يضمن أن تكون المقاومة في إطار الدولة لا فوقها".
أمّا بالنسبة للغارات الإسرائيلية بالأمس، فيحذر البعريني من خطورة المرحلة، ويعتبر أن "أي عودة للأعمال العسكرية ستقود إلى تصعيد خطير، لكن في الوقت نفسه فإن الأولوية يجب أن تكون لحماية البلد وشبابه وممتلكاته، وإعادة لبنان إلى حضن المجتمع الدولي، علماً أن التصعيد ليس حتمياً، لكنه ممكنٌ إذا استمر منطق التحدي بدلاً من منطق التهدئة وضبط النفس".