المحلية

الجزيرة
الجمعة 07 تشرين الثاني 2025 - 08:46 الجزيرة
الجزيرة

اسرائيل تُصعّد جنوباً... وحزب الله يغيّر قواعد اللعبة

اسرائيل تُصعّد جنوباً... وحزب الله يغيّر قواعد اللعبة

تشهد الساحة اللبنانية مرحلة عسكرية جديدة توصف بأنها الأكثر حساسية منذ وقف إطلاق النار، بعد البيان الأخير لـ"حزب الله"، في وقت تواصل فيه إسرائيل غاراتها الجوية المكثفة جنوب نهر الليطاني، وسط تقديرات عسكرية بعودة الحزب إلى المواجهة الميدانية.


ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن بيان الحزب يمثل التحول الأبرز في المشهد اللبناني الحالي، نظراً لتوجيهه مباشرة إلى الرؤساء الثلاثة: جوزيف عون، نبيه بري، ونواف سلام، ما يعكس طابعه السياسي والعسكري في آن.


وأكد "حزب الله" في بيانه، الخميس، أن مسألة حصرية السلاح لا تُبحث استجابة لأي ضغوط خارجية، بل في إطار نقاش وطني داخلي، محذّراً من "أفخاخ تفاوضية" تحقق مكاسب لإسرائيل، ومشدداً على حقه في مقاومة الاحتلال إلى جانب الجيش والشعب.


وانطلاقاً من ذلك، أوضح حنا في تحليله العسكري أن القرار السياسي يجب أن يترافق مع جهوزية ميدانية كاملة، قائلاً: "رفض كل شيء يتطلب الاستعداد الكامل للمواجهة".


وأشار إلى أن التصعيد الإسرائيلي تزامن مع بيان الحزب، لافتاً إلى أن الأهداف الجوية الإسرائيلية تركّز على القيادات الميدانية جنوب الليطاني، سواء عبر استهداف السيارات أو الدراجات النارية.


وكشف حنا عن إحصائية ميدانية تظهر أن 47% من الاستهدافات الإسرائيلية وقعت جنوب الليطاني منذ وقف إطلاق النار، مقابل 37% شماله و16% في منطقة البقاع، موضحاً أن الأسلحة الثقيلة بعيدة المدى متمركزة في البقاع، بينما الأسلحة التكتيكية المضادة للدروع وصواريخ الكاتيوشا تتركز في المناطق القريبة من الحدود.


وتوقّع حنا أن تشهد المرحلة المقبلة استخداماً مكثفاً لأسلحة مضادة للدروع وصواريخ كاتيوشا ضمن مدى يتراوح بين 8 و12 كيلومتراً، في عمليات "إزعاج" ميدانية وليست هجومية واسعة كما في السابق.


وأضاف أن المنظومة الأمنية لـ"حزب الله" تبدّلت كلياً بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى خمس نقاط حدودية وبقائه فيها، ما جعل الحزب غير قادر على اعتماد أسلوب الحرب السابق، لأن مناطقه العملياتية القديمة باتت مكشوفة.


وأشار الخبير العسكري إلى أن إسرائيل أجرت قبل أسبوعين مناورة للفرقة 91 تحاكي هجوم قوة "الرضوان" على أراضيها، موضحاً أن تل أبيب تعتمد مقاربة جديدة بعد 7 تشرين الأول 2023 ترتكز على مبدأ أن "الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع".


وبيّن أن النقاط الخمس التي دخلها الجيش الإسرائيلي تقع في مناطق مرتفعة طبوغرافياً تُشرف على المستوطنات، ما يعكس تغييراً في قواعد الاشتباك التي باتت تتيح لإسرائيل تنفيذ ضربات محدودة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن الهاجس الإسرائيلي الأكبر هو صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى أكثر من الصواريخ البعيدة.


وفي سياق متصل، شنّ الطيران الإسرائيلي مساء الخميس سلسلة غارات على بلدات طير دبا والطيبة وعيتا الجبل وزوطر الشرقية (جنوب لبنان) عقب إنذار السكان بالإخلاء، في أوسع عملية منذ تشرين الثاني 2024.


وحول فعالية الآليات الدولية، دعا حنا إلى الواقعية حيال مركز المراقبة الأميركي، مشيراً إلى أن "الآلية الخماسية" تختلف جذرياً عن القرار الأممي 1701.


أما في ما يتعلق بدور الدولة اللبنانية، فأكد أن الجيش لا يمكن أن يخوض قتالاً مباشراً مع إسرائيل ولا مواجهة داخلية مع الحزب، واصفاً المؤسسة العسكرية بأنها "نعمة ونقمة" في آن، كونها تحافظ على التوازن لكنها عاجزة عن حماية الدولة بالكامل بسبب تركيبتها الطائفية.


وأشار إلى أن الجيش استنفد معظم قدراته في تفجير البنى التحتية جنوب الليطاني، وأن توجيه الرئيس جوزيف عون للجيش بالرد على الاعتداءات يهدف إلى استيعاب الموقف لا إلى خوض حرب مباشرة.


واختتم حنا بالقول إن لبنان يواجه ثلاثة تحديات رئيسية في المرحلة المقبلة: كيفية رد "حزب الله" عسكرياً، دور الجيش اللبناني وموقعه في المعادلة، اتجاه قرار الدولة اللبنانية في إدارة المواجهة أو احتوائها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة