اتهمت الولايات المتحدة، الجمعة، إيران بالتخطيط لاغتيال السفيرة الإسرائيلية في المكسيك، إينات كرانز نايغر، فيما نفت الحكومة المكسيكية علمها بوجود أي مخطط من هذا النوع، ووصفت طهران الاتهامات بأنها "افتراءات إعلامية وكذبة كبيرة".
ونقلت وكالتا "رويترز" و"فرانس برس" عن مسؤول أميركي – طلب عدم كشف اسمه – أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بدأ أواخر عام 2024 بنسج خيوط مخطط استهداف السفيرة، قبل أن يُحبط هذا العام، مؤكداً أن "التهديد لم يعد قائماً".
وبحسب موقع "أكسيوس"، فإن المخطط جاء ضمن شبكة إيرانية أوسع تسعى لاستهداف شخصيات ودبلوماسيين إسرائيليين ويهود حول العالم، في إطار تصاعد نشاط فيلق القدس. وأشارت مصادر الموقع إلى أن العملية كانت من تدبير الوحدة 11000 في الفيلق، وهي الجهة نفسها التي يُعتقد أنها خططت لهجمات ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في أوروبا وأستراليا خلال الأشهر الماضية.
وأوضحت المصادر أن التحضير للمخطط بدأ نهاية عام 2024 بقيادة عنصر في الوحدة المذكورة، كان يعمل سابقاً في السفارة الإيرانية في فنزويلا لتجنيد عملاء في أميركا اللاتينية، قبل أن يعود لاحقاً إلى طهران.
وأكد مسؤول أميركي أن المؤامرة "كانت نشطة حتى منتصف عام 2025، قبل أن تُحبطها السلطات المكسيكية بالتعاون مع شركاء استخباراتيين دوليين"، مضيفاً أن "التهديد تم احتواؤه بالكامل ولا يشكل خطراً حالياً". ولم يقدم المسؤول تفاصيل إضافية أو أدلة على كيفية إحباط العملية.
في المقابل، رفضت السفارة الإيرانية في المكسيك الاتهامات الأميركية والإسرائيلية، ووصفتها في بيان على موقعها الإلكتروني بأنها "افتراءات إعلامية هدفها الإضرار بالعلاقات الودية والتاريخية بين المكسيك وإيران"، مؤكدة أن طهران "ترفضها رفضاً قاطعاً".
أما الحكومة المكسيكية، فأعلنت في بيان مشترك من وزارتي الخارجية والأمن أنه "ليس لديها أي معلومات عن هجوم مزعوم استهدف السفيرة الإسرائيلية"، مشيرة إلى أنها "لم تتلقَّ أي بلاغ رسمي أو تقارير تؤكد وجود مؤامرة من هذا النوع".
من جهته، شكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أورن مرمورشتاين، سلطات المكسيك على "دورها الحاسم في إحباط المخطط"، مؤكداً أن الأجهزة الإسرائيلية "ستواصل العمل مع شركائها الدوليين لإفشال أي تهديد إرهابي من إيران أو أذرعها ضد المصالح الإسرائيلية واليهودية في العالم".
وتأتي هذه التطورات بعد الهجوم الذي شنّته إسرائيل في الأول من نيسان 2024 على مجمّع السفارة الإيرانية في دمشق، والذي أدى إلى مقتل ضباط كبار في الحرس الثوري الإيراني، وتعهّدت طهران حينها بالرد. وتشير تقارير استخباراتية إسرائيلية إلى أن فيلق القدس يقف وراء محاولات متكرّرة لاستهداف مصالح إسرائيلية ويهودية في الخارج منذ ذلك الحين.