في خطوةٍ غير مسبوقة منذ نحو ثمانية عقود، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن في زيارة رسمية هي الأولى لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ الاستقلال عام 1946، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره الأميركي دونالد ترامب لبحث المفاوضات المباشرة بين دمشق وتل أبيب.
ووفق مصادر دبلوماسية، يهدف اللقاء إلى وضع إطار لاتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل برعاية أميركية، بعد أن كان ترامب قد حضّ الشرع في أيار الماضي على الانضمام إلى مسار اتفاقيات التطبيع.
وقالت وكالة الأخبار السورية إن الشرع التقى في واشنطن عدداً من المنظمات السورية الأميركية بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، ودعاها إلى "استثمار الفرصة النادرة والمساهمة في إعادة إعمار البلاد".
وفي موازاة ذلك، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الشرع أبلغ قادة المنظمات السورية أن حكومته تعمل على صياغة اتفاقية أمنية جديدة مع إسرائيل، مشيرةً إلى أنّ دمشق طالبت بعودة إسرائيل إلى حدود ما قبل سقوط نظام الأسد.
وكان الشرع قد أعلن في أيلول الماضي أن المفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى اتفاق أمني تنسحب بموجبه تل أبيب من مناطق جنوب سوريا التي تقدّمت إليها بعد سقوط الأسد، مقابل وقف الغارات الإسرائيلية. وأوضح حينها أن "السلام والتطبيع ليسا مطروحين الآن"، بل إن الهدف هو ضمان وحدة الأراضي السورية واحترام مجالها الجوي بإشراف الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر سوري بأن لقاءً عُقد في لندن بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بحضور المبعوث الأميركي توم براك، خُصص لبحث آلية وقف التصعيد استناداً إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974.
وبحسب المصدر، طرح الجانب السوري انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها بعد الثامن من كانون الأول الماضي، وإعادة انتشار قوات الأمم المتحدة في المنطقة العازلة، مؤكداً أن وحدة الأراضي السورية "غير قابلة للمساومة".
من جهته، نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن واشنطن تدرس إنشاء قاعدة عسكرية قرب دمشق لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات بين سوريا وإسرائيل، في إطار اتفاق أمني تتوسط فيه الولايات المتحدة.
أما المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، فأكد أن الشرع سيوقّع قريبًا على اتفاقية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، في خطوة تُعدّ مؤشراً إلى مرحلة جديدة في العلاقات السورية – الأميركية.