أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة من الجدل في إسرائيل بعد أن وجّه رسالة رسمية إلى نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، طالبًا فيها العفو الكامل عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتهم في قضايا فساد، واصفًا إياه بأنه "كان رئيس وزراء بارعًا وحاسمًا في زمن الحرب، ويقود إسرائيل الآن إلى عهد من السلام".
وقال ترامب في رسالته: "أعتقد أن القضية المرفوعة ضد بيبي (نتنياهو) محاكمة سياسية غير مبرّرة، وقد آن الأوان لإنهائها بالعفو عنه".
وفي جلسة للكنيست، علّق زعيم المعارضة يائير لابيد على الخطوة الأميركية قائلًا: "علينا أن نقول أيضًا للرئيس الأميركي: نحن دولة ذات سيادة، وللتدخل حدود. لا يعقل أن يلجأ رئيس الوزراء إليك في كل مرة طلبًا للمساعدة".
أما الرئيس هرتسوغ، فرغم "تقديره العميق" لرسالة ترامب، فقد شدّد على أنّ العفو يتطلب طلبًا رسميًا من الشخص المعني، وفق الإجراءات القانونية.
ويُحاكم نتنياهو حاليًا أمام المحكمة المركزية في تل أبيب في ثلاث قضايا رئيسية تُعرف بالملفات 1000 و2000 و4000، تتعلق بتلقي هدايا ثمينة وتسهيلات لوسائل إعلام مقابل تغطية إيجابية، وفي حال إدانته قد يواجه عقوبة السجن.
كما تُلاحقه مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية عام 2024 بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، على خلفية حرب خلّفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني.
وأثارت دعوة العفو عن نتنياهو انتقادات حادّة داخل إسرائيل، إذ ينص القانون المحلي على أنّ الشرط الأول لنيل العفو هو الاعتراف بالذنب والتعبير عن الندم، وهو ما لم يصدر عن نتنياهو حتى الآن.