في خطوةٍ وُصفت في الأوساط النقابية بـ”التحوّل الصادم”، يستعدّ الحزب السوري القومي الاجتماعي للإعلان رسميًا عن دعمه للمحامي إيلي بازرلي، مرشّح حزب الكتائب لمركز نقيب محامي بيروت، وذلك يوم الجمعة المقبل، أي قبل 48 ساعة فقط من انطلاق الانتخابات المقرّرة الأحد.
هذا التقاطع غير المألوف بين خصمين تاريخيين يجمع “القومي” و”الكتائب” في خندقٍ انتخابي واحد، ما أثار موجة استياء وانتقادات داخل صفوف القوميين والكتائبيين على حدّ سواء، إذ رأى كثيرون في الخطوة تناقضًا صارخًا مع مبادئ كل حزب وتاريخه.
ويرى مراقبون أنّ هذا التموضع يعكس تحوّلًا واضحًا في أولويات بعض القوى السياسية، التي باتت تسعى إلى مكاسب ظرفية ولو على حساب ثوابتها، في مشهدٍ يُبرز هشاشة الاصطفافات النقابية والسياسية على حدّ سواء.
اللافت أنّ دعم “القومي” لبازرلي لم يأتِ من فراغ، فقد سبقه لقاءٌ دعا إليه عميد القضاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي على شرف النقيب فادي المصري ومرشّح الكتائب موريس الجميل، وذلك في منزل المحامي حسين سنان في النبطية قبل نحو أسبوعين، في مؤشر واضح على أن التقارب لم يكن ظرفيًا بل كان يُحضَّر له بهدوء.
ويبقى السؤال: هل الرغبة بالفوز لدى إيلي بازرلي، الذي بدّل بندقيته من مرشّح “التيار الوطني الحر” سابقًا إلى مرشّح “الكتائب” في الدورة الحالية، تتغلّب على المبادئ؟ أم أنّ التحالف مع “القومي” هو الخاتمة الطبيعية لمسارٍ انتخابيٍّ متقلّب لم يعرف يومًا الثبات؟