أحيا حزب الله احتفالًا تكريميًا لشهداء بلدة دبعال ـ المجادل في الجنوب، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين، إلى جانب عوائل الشهداء، وعلماء دين، وفعاليات وشخصيات من البلدة والقرى المجاورة.
بدأت المناسبة بتلاوة من القرآن الكريم، أعقبها خطاب لعز الدين شدّد فيه على أنّ تقييم المقاومة يجب أن يُبنى على مجمل مسيرتها منذ انطلاقتها، معتبرًا أنّ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 أظهر حجم التحديات آنذاك في ظل القدرات المحدودة، فيما تمكّن العدو من الوصول إلى بيروت، ما يعكس خطورة توسّعه حين لا يواجه مقاومة فعليّة.
وأشار إلى أنّ أحد أهداف إسرائيل في حرب 2006 كان تهجير الشريط الحدودي من الناقورة إلى العرقوب لتحويله إلى منطقة عازلة، وهو ما يتكرر اليوم في غزة تحت أهداف معلنة: التهجير، نزع السلاح، القضاء على "حماس"، واستعادة الأسرى من دون تفاوض، وهي أهداف لم تتحقق. واعتبر أن لبنان يشهد، في سياق المواجهة الحالية، إدارة موحّدة للمعركة العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية بين إسرائيل والولايات المتحدة، حيث يمارس العدو الضغط الميداني فيما يتولّى الأميركيون الضغط السياسي والاقتصادي على لبنان وبيئته.
وأكد عز الدين أنّ الضغوط ستزيد تمسّك المجتمع بالمقاومة، لأن اللبنانيين ـ كما قال ـ "لا يثقون إلا بالله وبمجاهديهم وقيادتهم الحكيمة". ودعا الحكومة إلى مناقشة كل الخيارات السياسية والدبلوماسية والإعلامية على طاولة مجلس الوزراء، واستثمار العلاقات الدولية والعربية للضغط على إسرائيل ووقف اعتداءاتها، انسجامًا مع ما نصّ عليه قسم رئيس الجمهورية وبيان الحكومة حول وقف إطلاق النار وتحرير الأرض والأسرى وإعادة الإعمار.
وأشار إلى أن دماء الشهداء والمواطنين "مقدّسة وليست مجالًا للاستثمار السياسي"، محذرًا من الضغوط المالية والاقتصادية التي تُمارس عبر التضييق على التحويلات ومؤسسة القرض الحسن، والتي تُستخدم ـ بحسب قوله ـ لتجفيف مصادر تمويل المقاومة، معتبراً أنّ هذه الإجراءات تستهدف لبنان واقتصاده بكامل مكوّناته.
وشدّد عز الدين على ضرورة توحيد الموقف السياسي بين الرئاسات الثلاث، واعتماد موقف صلب يُواجه محاولات جرجرة لبنان إلى خيارات تُضعف قوته. كما دعا إلى مزيد من التماسك الوطني في مواجهة الظروف الصعبة، ومنع العدو من استغلال أي ثغرة داخلية.
وختم بالتأكيد أنّ المقاومة لن تتنازل عن عناصر القوة التي يمتلكها لبنان، ولن تتراجع عن حقه في الدفاع عن أرضه وثرواته وسيادته، وفاءً للشهداء الذين "قدّموا دماءهم" وتعهدًا بالاستمرار على خطهم.