جدّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، التأكيد على أنّ الأزمات الداخلية التي يعيشها لبنان ناتجة عن ثقافة الأنا وحب الذات، معتبرًا أنّ “الجسم الوطني حين يتعرّض للحمّى، يفترض أن تتعاون كل مكوّناته لمواجهة المرض، وإذا كنّا أبناء وطن واحد، فمن الطبيعي أن نتوحّد في مواجهة إسرائيل، لا أن ننقلب على بعضنا البعض”.

وخلال احتفال تأبيني في بلدة تمنين التحتا بذكرى وفاة السيدة مريم أحمد السيد، بحضور فعاليات دينية وعسكرية ورؤساء بلديات ومخاتير، قال الخطيب إنّ “البعض يتطلّع إلى إسرائيل كحليف ينتقم له من الداخل اللبناني، وهو عمليًا يستدعي العدو إلى الساحة اللبنانية”.
وأضاف: “استُدعيَت سوريا سابقًا إلى لبنان، ثم انقلبوا عليها عندما تغيّرت الظروف. واستُدعيَت إسرائيل ضدّ مواطنين لبنانيين ووقعت مجازر عدّة. مررنا بهذه التجربة، وماذا كانت النتيجة؟ الفتنة والدمار والتهجير”.
وسأل: “لماذا الخطاب الداخلي التحريضي الذي يثير الغرائز والحقد؟ ولمصلحة من؟ وهل هذا الخطاب يبني بلدًا؟ أعطونا مشروعًا يجمع اللبنانيين ويرتكز إلى مصالحهم بعيدًا عن الأحقاد”.
وتوجّه الخطيب إلى اللبنانيين من مختلف الطوائف قائلاً إنّ “التعددية ليست مشكلة، فالدين عند الله واحد، ومشتركات الخير تجمع الجميع. الخوف ليس على الطوائف من بعضها، بل من استخدام الدين في ملفات حساسة”.
وسأل: “هل رأيتم نصًا سماويًا يمنع المختلفين من الاجتماع؟ علينا أن نتوحّد في مواجهة الخطر المشترك، واستدعاء الخارج خسارة للجميع”.
وأضاف أنّ “البعض ممّن يتحدثون باسم المسيحيين يفتَرون عليهم. المسيحيون إخوتنا في الإيمان والشراكة، ولا نعوّل على العملاء بل على النخب لتقوم بدورها، لا أن تُستزلَم أمام القوى السياسية”.
وتابع الخطيب: “مشكلتنا أننا ندخل في حروب سياسية داخلية ولا نتعلّم. والتشويه الذي يُوجَّه للطائفة الشيعية هو مؤامرة على لبنان كله”.

وقال: “حملنا السلاح يوم لم تكن هناك دولة، ونحن اليوم أكثر تمسّكًا بها. نريد الدفاع عن لبنان وعن شركائنا. السيادة ليست شيعية بل سيادة وطنية واحدة”.
وأكد أنّ “نزع سلاح المقاومة لن يحقق الاستقرار، فالسلاح وُجد للدفاع عن لبنان. منذ ٦٠ سنة لم يستقم الوضع حتى قبل وجود السلاح. الأزمة الأساس هي بوجود إسرائيل التي تريد فرض مشروعها على حساب لبنان وسوريا والمنطقة”.
وسأل الخطيب: “ما هي إنجازات الحكومة؟ هل حرّرت الجنوب؟ هل نفّذت القرار ١٧٠١؟ هل طبّقت أي بند من برنامجها؟ إسرائيل زادت اعتداءاتها واستولت على مزيد من الأراضي”.
وأضاف: “أين الدبلوماسية الحكومية؟ لا دبلوماسية إلا باتجاه إيران عبر تصريحات استفزازية، بينما يأتي موفدو الخارج ليمليَوا القرارات. عمل الحكومة والمصرف المركزي أصبح التضييق على البيئة اللبنانية تنفيذًا لقرارات خارجية”.
وختم بالقول: “نريد للحكومة أن تنجح، لكن نريد منها الاهتمام بمصلحة اللبنانيين والزراعة، فالمحاصيل مكدّسة في المستودعات بلا سياسة واضحة. لا يمكن أن يكون همّها الوحيد نزع سلاح المقاومة”.
وأشاد بدور الجيش اللبناني في حفظ الأمن، موجّهًا التحية لقائد الجيش جوزاف عون على “قرار التصدي لاعتداءات إسرائيل”، داعيًا الحكومة إلى “التصدّي لها وعدم الامتثال للضغوط الخارجية”.