أثار إعلان الولايات المتحدة نيتها تصنيف جماعة يُزعم ارتباطها بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو كـ"منظمة إرهابية أجنبية" موجة واسعة من الانتقادات، بعدما عبّر خبراء ومسؤولون أميركيون سابقون عن مخاوفهم من استهداف "كيان لا يمتلك وجودًا فعليًا".
وجاء الجدل بعدما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأحد، إن واشنطن ستصنّف "كارتل دي لوس سوليس" – التي تعني "عصابة الشمس" – جماعة إرهابية. لكن مصادر تحدّثت لشبكة "سي إن إن" شدّدت على أن هذه المجموعة ليست تنظيماً متماسكاً على غرار عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية، وأن القول إن مادورو يقودها يُعد مبالغة، رغم تورط مسؤولين فنزويليين في التهريب.
وأوضحت المصادر أن خطوة التصنيف قد تتيح لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مبرراً لشن عمل عسكري ضد فنزويلا، إذ قال ترامب نفسه إن وضع "عصابة الشمس" على لائحة الإرهاب قد يفتح الباب أمام استهداف أصول مادورو وبنيته التحتية داخل البلاد.
ويشير خبراء إلى أن المصطلح يُستخدم منذ سنوات لوصف شبكة غير مركزية من مجموعات مرتبطة بتجارة المخدرات داخل مؤسسات الدولة الفنزويلية. غير أن غياب هيكلية واضحة وتسلسل قيادي جعل كثيرين يعتبرون أن "العصابة" لا تشبه أي كيان إرهابي سبق أن صنّفته الولايات المتحدة.
وقال مسؤول أميركي سابق لـ"سي إن إن" إن "كارتل دي لوس سوليس" مجرد اسم صحافي يُستخدم للإشارة إلى مسؤولين فنزويليين متورطين في التهريب، لكنه لا يمثل منظمة فعلية لها قيادة أو مركز تحكم، مشيرًا إلى أن استناد إدارة ترامب لمعلومات استخباراتية "خاطئة أو مسيّسة" قد يكون بغرض استهداف مادورو.
وتعود جذور المصطلح إلى تسعينيات القرن الماضي، حين خضع ضباط فنزويليون لتحقيقات في قضايا تهريب مخدرات، بحسب مركز "إنسايت كرايم". وازداد استخدامه في العقد الأول من الألفية حين لعب عسكريون من فروع مختلفة دورًا أكبر في النشاطات غير القانونية.
ووفقًا لتقديرات وزارة الخارجية الأميركية، تُسهم مجموعات مرتبطة بـ"عصابة الشمس" في تهريب المخدرات نحو الولايات المتحدة وأوروبا، إلى جانب شبكات أخرى في المنطقة.
ويقول فيل غانسون، الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، إن "كارتل دي لوس سوليس" ليست منظمة قائمة بحد ذاتها، بل توصيف إعلامي لاتهامات موجّهة إلى مسؤولين فنزويليين، مؤكدًا في الوقت نفسه أن ذلك لا ينفي تورط أفراد داخل الجيش والحكومة في عمليات التهريب.