وتوضح رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي نسرين شاهين في حديث الى "ليبانون ديبايت" أن الأساتذة يتجهون إلى مواجهة مع وزارة التربية، على خلفية أنّ الأساتذة المتعاقدين لم يتقاضوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، أي منذ بداية العام الدراسي، رغم أنّ ذلك سبقته اعتصامات ومظاهرات طالبت خلالها الروابط بأن تدفع الوزارة مساعدة للأساتذة خلال فصل الصيف، إلّا أنّ الوزارة امتنعت تحت ذرائع عدة أبرزها عدم توفر الأموال، وقامت بحرمان هؤلاء من بدل الإنتاجية خلال فصل الصيف.
لكن اليوم، ورغم مرور ثلاثة أشهر على بداية العام الدراسي، ورغم أنّ الأساتذة يقومون بواجبهم الوظيفي، لم تُحوَّل الرواتب حتى الآن، إذ لم تُنجز الجداول في الوزارة بعد. ولم يتبقَّ على نهاية الشهر سوى عشرة أيام، فكيف لم يتم تحويل الجداول إلى وزارة المالية لإجراء التصفيات وتحويل المستحقات للأساتذة مع الرواتب؟
وتؤكد شاهين أن المشكلة موجودة داخل وزارة التربية، وذلك بعد مراجعة وزارة المالية التي أوضحت أنّ الوزارة لم ترسل جداول الأساتذة إليها بعد. وتتساءل: كيف لم تجرِ التصفية للجداول وإرسالها؟ ولا يبدو أن موظفي التربية يقومون بالمطلوب، رغم الاستمرار بالوعود بأنهم سوف ينجزونها. وتسأل: هل يقبل أي موظف في هذه الوزارة أو غيرها أن يمر شهر من دون أن يتقاضى راتبه؟
وتأسف شاهين لأنّ النظام القديم كان يتيح للمتعاقدين قبض بدل الإنتاجية شهريًا بقيمة تُعادل 375 دولارًا أميركيًا، وهو مبلغ كان يشكل متنفسًا للأساتذة بانتظار قبض رواتبهم كل شهرين أو ثلاثة أشهر. لكن مع إلغاء بدل الإنتاجية واعتماد 4.2 دولار، ودمج بدل الإنتاجية، أصبح الأستاذ يتقاضى 8.2 دولار تتضمن المستحقات والمساعدة والتعويض وسائر المخصصات، على أن يتقاضاها الأستاذ المتعاقد دفعة واحدة، وليس شهريًا كبقية الموظفين والمعلمين في الملاك. ومع ذلك، غالبًا ما يتأخر الدفع لثلاثة أشهر أو أكثر، وحتى اليوم، ومنذ بداية العام الدراسي، لم يتم تحويل الرواتب.
وعن التحرك، تكرر شاهين أن الأساتذة متجهون نحو مواجهة وخطوات تصعيدية، لكنهم سيبدؤون بخطوات مدروسة. وسيُمنح المعنيون مهلة بضعة أيام، فإذا لم يتم تحويل الجداول لقبض الرواتب، ستبدأ الخطوات التصعيدية. وأولى هذه الخطوات ستكون الامتناع عن التعليم، بحيث يحضر الأساتذة إلى المدارس لكن من دون التدريس، وبعد يومين سيبدأ المتعاقدون بعدم إعطاء الدروس في الصفوف.
وتلفت شاهين إلى أمر مهم وهو وضع الأساتذة المُستعان بهم الذين لا يعرفون حتى الآن من أين سيتقاضون رواتبهم وما مصير هذه الرواتب، وكذلك الأساتذة المتعاقدون على صندوق المدارس، إذ إن الأموال لم تُحوَّل إلى الصناديق، وبالتالي مصير رواتبهم مجهول رغم مرور ثلاثة أشهر على بدء العام الدراسي. كما أن الأساتذة الإجرائيين لم يتقاضوا رواتب الفصل الأخير من العام الماضي حتى الآن.
وتوضح أن 80% من الكادر التعليمي موزّع على هذه الفئات الأربع، وتشير أيضًا إلى موضوع بدل النقل الذي تم بحثه مع وزيرة التربية عند تسلّمها الوزارة، حيث تم الاتفاق على دفع بدل نقل لثلاثة أيام كحد أقصى، لكن هذا البدل لم يُدفع حتى اليوم، كما أنّ المرسوم الذي يقضي بدفع بدل نقل عن كل يوم تعليم لم يبدأ العمل به بعد.