الأخبار المهمة

باسمة عطوي

باسمة عطوي

ليبانون ديبايت
الجمعة 21 تشرين الثاني 2025 - 07:28 ليبانون ديبايت
باسمة عطوي

باسمة عطوي

ليبانون ديبايت

العودة المتعثّرة… لماذا يفضّل السوريون البقاء في لبنان رغم سقوط الأسد؟

العودة المتعثّرة… لماذا يفضّل السوريون البقاء في لبنان رغم سقوط الأسد؟

"ليبانون ديبايت" - باسمة عطوي


لا يبدو أن خطة عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم تسير وفق ما تطمح إليه كل من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والدولة اللبنانية. فبعد أربعة أشهر على إطلاق المفوضية في تموز الماضي برنامجاً لتسهيل العودة بالتنسيق مع الحكومة، يتضمّن مساعدة مالية بقيمة 100 دولار وإعفاءات من رسوم وغرامات الإقامة، جاءت النتائج محدودة. فحتى نهاية تشرين الأول الماضي لم يتم إغلاق ملفات سوى 215000 لاجئ فقط، مع ميل واضح لتراجع أعداد اللاجئين الراغبين في العودة إلى سوريا، حيث لا يزال في لبنان نحو 716000 لاجئ سوري مسجّلاً لدى المفوضية، ومثلهم غير مسجّلين وفق التقديرات الرسمية. ولا تبدو العودة الآمنة والطوعية متاحة بعد سقوط نظام الأسد، إذ تبقى رهناً بتحسّن الأوضاع الأمنية والاقتصادية وتوافر السكن والدخل في سوريا.

للتذكير، في تموز الماضي شدد الرئيس جوزاف عون على أن “لبنان لم يعد قادراً على تحمّل بقاء اللاجئين السوريين”، داعياً إلى “ضرورة تسهيل عودتهم إلى بلادهم بأسلوب آمن وكريم ومنسّق”، ومؤكداً أن “الدعم الدولي للاجئين السوريين يجب أن يتحوّل ليُقدَّم لهم داخل الأراضي السورية”.


وتزامن كلام عون مع طرح أول خطة مدعومة من الأمم المتحدة، تتضمّن تقديم حوافز مالية للاجئين السوريين العائدين. فقد أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد أن “اللاجئين العائدين سيحصلون على 100 دولار لكل فرد، إضافة إلى 400 دولار لكل أسرة عند وصولها إلى سوريا، كما تشمل الخطة تغطية تكاليف النقل، فيما قررت سلطات الحدود إعفاء العائدين من الرسوم”. وأوضحت أن “نحو 11000 سجّلوا أسماءهم للعودة من لبنان في الأسبوع الأول من تموز 2025، وأن الحكومة تستهدف أن يتراوح عدد العائدين بين 200000 و400000 خلال عام 2025”.


ولفتت إلى أن “الحكومة اللبنانية تركّز على المخيمات غير الرسمية في لبنان، حيث يعيش نحو 200000 لاجئ، وربما تمنح الأشخاص الذين يعيلون أسرهم ويبقون في البلاد تصاريح عمل في قطاعات مثل الزراعة والبناء إذا عادت أسرهم إلى سوريا”.


وبحسب بيانات رسمية، يوجد حوالي مليوني لاجئ سوري على الأراضي اللبنانية، نحو 830000 منهم مسجّلون لدى الأمم المتحدة منذ عام 2011. فما هي أسباب عدم عودة اللاجئين رغم سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024؟


بحسب مصدر متابع لـ”ليبانون ديبايت”، “لم يشهد لبنان تغيّرات كبيرة في أعداد اللاجئين السوريين العائدين لبلدهم، لأن التحوّلات السياسية وحدها غير كافية لدفعهم نحو العودة، في ظل غياب الضمانات الاجتماعية لعيش كريم، والدمار في البنى التحتية وانهيار الخدمات في سوريا”. وأوضح أن “الأرقام تشير إلى أن عدد السوريين العائدين من الدول المجاورة منذ سقوط الأسد بلغ 500000 لاجئ، بالإضافة إلى حوالي 1.2 مليون نازح داخلي من أصل 5 ملايين فرّوا من مدنهم الأصلية. فعودة اللاجئين مرتبطة بجملة عوامل، إذ إن كل شيء في سوريا بحاجة إلى إعادة إعمار، ولهذا يدرك اللاجئ أن البدء من الصفر هو ما ينتظره، من تأمين الاحتياجات وشراء شبكة طاقة شمسية لتوفير الكهرباء”.


وأضاف: “هذا فضلاً عن مشكلة نقص المياه، وهو أمر مكلف على العائد في الوقت الراهن، علاوة على الخشية من مخلفات الحرب قرب المنازل أو في الأراضي الزراعية. ولكي تكون العودة ناجحة ومستدامة وتعطي نتائج ملموسة، لا بد من تأمين مساكن والبدء بإعمار مناطق جديدة توفر السكن الكريم للعائدين، ففي بعض المناطق البيوت مدمّرة أو غير صالحة للسكن، والخدمات الأساسية (ماء، كهرباء، صحة) غير متوفرة”.


ويشدّد على أن “الأوضاع المعيشية الصعبة في سوريا (ارتفاع الأسعار، نقص الخدمات، البطالة) تجعل الكثيرين يفضّلون البقاء في لبنان رغم التحديات. كما أن بعض اللاجئين فقدوا أوراقهم أو لم يسجّلوا بشكل رسمي، ما يعقّد عودتهم، وهناك حالات عودة سابقة تبعتها مشاكل أو انتهاكات، ما خلق حالة خوف وعدم ثقة”.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة