المحلية

ليبانون ديبايت
الجمعة 21 تشرين الثاني 2025 - 11:22 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

سمسار المجموعات “الشيعية”: ناشط “طويل” باع “تيار التغيير” قبل إطلاقه

سمسار المجموعات “الشيعية”: ناشط “طويل” باع “تيار التغيير” قبل إطلاقه

"ليبانون ديبايت"


تتكرّر في الحياة السياسية اللبنانية ظاهرة “الوسيط الدائم”، ذاك الذي يعيش على تخوم الأحزاب والخصومات والخيبات، ويتنقّل بين السفارات تحت عنوان “تمثيل المعارضة”، فيما لا يمثّل في الحقيقة إلّا نفسه ومصالحه. وفي قلب هذه الظاهرة يبرز اسم ناشط “طويل” السيرة، نجل رجل دين راحل ومحترم، اشتهر خلال السنوات الماضية بقدرته على فتح الأبواب لا بفعل تأثيره السياسي الحقيقي، بل عبر مخططات مبنيّة على تسويق الوهم والادعاء بأنّه يحمل مفاتيح التغيير داخل البيئة الشيعية. وآخر هذه الزيارات كانت حين اصطحب معارضين شيعة إلى سفارة عربية قبل أيام، وقدّمهم باعتبارهم “عندي”.


وبحسب معلومات مؤكّدة حصل عليها موقعنا، عاد هذا الناشط مؤخراً إلى لعب دوره المفضّل: تنظيم زيارات إلى سفارات عربية وأجنبية، وتقديم نفسه بصفته “ضابط الإيقاع” الذي يعرف مزاج الشارع ويحدّد اتجاهاته. وقد ظهر في الزيارة الأخيرة إلى سفارة عربية في بيروت ضمن وفد قدّم نفسه على أنّه يحمل برنامجاً سياسياً جديداً يستعد لإطلاقه قريباً. واصطحب مرشّحين إلى الانتخابات يستعدّون لإعلان تيار سياسي يوم الأحد في النبطية، من دون أن يعلم هؤلاء أنّ الناشط “الطويل” كان قد باعهم واشتراهم سياسياً قبل يوم الأحد حتى.


إلّا أنّ حقيقة الأمر لا تتوقف عند الزيارة نفسها، بل تمتد إلى قصة هذا الرجل الذي راكم على مدى سنوات شبكة علاقات شخصية، ونجح في إقناع جهات خارجية بأنّه القناة الأكثر ملاءمة لفهم التحوّلات داخل الطائفة الشيعية. فهو يستضيف شخصيات محترمة في هذه اللقاءات، يبرمج المواعيد، يتصدّر الصور، ثم يقدّم المشهد للجانب الخارجي على أنّه هو “المنسّق” و”المحرّك” و”صاحب النفوذ”.


لكن خلف هذه الصورة “الدبلوماسية” المزيّفة تتكشّف رواية أخرى بالكامل. فالمساعدات التي تُمنَح على أساس دعم مجموعات سياسية ناشئة لا تصل إلى أي مجموعة، ولا تُصرف في بناء هياكل معارضة جدّية، بل تُسجَّل في حسابات خاصة وتتحوّل تدريجياً إلى أصول ثابتة. وبحسب مصادر موثوقة، فإنّ أحدث هذه الممتلكات منزل فاخر في الأشرفية يتجاوز سعره المليون دولار، اشتراه الناشط المعني بعد سلسلة من “الجولات الدبلوماسية” التي كان يُفترض أن تكون بوابة لبناء مشاريع سياسية، لا لاستكمال مشروعه الشخصي.


تكمن خطورة هذا النموذج في أنّه لا يسيء فقط إلى فكرة التغيير، ولا إلى المعارضة الشيعية الناشئة – ومعظم محاولاتها محترمة وجدّية – بل يشوّه صورة العمل السياسي نفسه. فحين تتحوّل الزيارات الدبلوماسية إلى سلعة، والمعارضة إلى بطاقة تعريف شخصية، يصبح المشهد برمّته عرضةً للبيع… والشراء.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة