اقليمي ودولي

روسيا اليوم
الجمعة 21 تشرين الثاني 2025 - 12:38 روسيا اليوم
روسيا اليوم

"مجموعة الموت"... جثث للبيع وحيٌّ يسجّل وفاته نقدًا!

"مجموعة الموت"... جثث للبيع وحيٌّ يسجّل وفاته نقدًا!

تشتهر الفلبين بشواطئها وطبيعتها الخلابة، لكنها تتميز أيضاً بوجه آخر غير مألوف: فهي تُعدّ ملاذاً لمن يرغب في استخراج شهادة بوفاته. ففي هذا البلد ازدهرت تجارة غريبة تُتيح لأي شخص شراء ما يُعرف بـ"مجموعة الموت"، وهي حزمة وثائق تُثبت وفاته رسمياً. وتعتمد هذه العملية على الحصول على جثة مجهولة الهوية من مشارح محلية لا يطالب بها أحد، ثم إصدار شهادة وفاة تحمل اسم العميل.


ويستفيد من هذه "الخدمة" عادة الهاربون من العدالة، أو من يرتكبون عمليات احتيال في التأمين، أو رجال أعمال يسعون للهروب من الديون، وحتى أشخاص يرغبون في الاختفاء عن حياتهم الأسرية بشكل نهائي.


واللافت أن هذه "الخدمة" ليست مكلفة كما قد يُتوقع، إذ تتراوح تكلفة شهادة الوفاة المزيفة بين 100 و300 دولار، في حين تصل تكلفة الخدمات المتكاملة، التي تشمل تنسيق حادث وهمي، إلى نحو 20 ألف دولار.


ومن أجل كشف خفايا هذا العالم، قررت الصحافية الأميركية إليزابيث غرينوود خوض التجربة بنفسها. بدأت القصة عندما سمعت صديقة لها تشكو ديونها الدراسية، فاقترح أحدهم مازحاً السفر إلى دولة آسيوية لحل المشكلة. أثار ذلك فضول غرينوود، فبحثت عبر الإنترنت لتكتشف صناعة حقيقية متخصصة في "تزوير الموت" تضم خبراء واستشاريين.


وخلال بحثها، صادفت مقالة تعود لعام 1986 في صحيفة وول ستريت جورنال، تحدّثت عن "مشرحة خاصة في دولة آسيوية تجمع الجثث غير المطالب بها وتخزنها لبيعها". وتبيّن أن هذه الدولة هي الفلبين، حيث يؤكد محققون خاصون أن قضايا الاحتيال في التأمين على الحياة منتشرة هناك.


وفي عام 2013، سافرت غرينوود إلى الفلبين كسائحة لتنفيذ خطتها. وبمساعدة رجلَي أعمال محليين، دُبّر حادث سير وهمي، حيث أفاد شهود بأن سيارتها المستأجرة اصطدمت بمركبة أخرى، وأعلن أطباء في عيادة محلية وفاتها رسمياً. لكن الحادث لم يقع، والشهود كانوا مُعدّين مسبقاً، وشهادة الوفاة صدرت عبر شريك في وكالة حكومية.


وبعد ذلك، سارعت غرينوود إلى إبلاغ السفارة الأميركية لتجنب ملاحقة قانونية، فالتجربة كانت جزءاً من تحقيق صحافي. عادت إلى بلادها ومعها شهادة الوفاة المزيفة التي لا تزال تحتفظ بها، كما أصدرت كتاباً عن تجربتها، ما جعلها من الأسماء المعروفة في هذا المجال.


ورغم كل ذلك، لا تزال سوق الوثائق المزيفة مزدهرة في الفلبين، ويُعد الطلب الأكبر على شهادات الوفاة. ويُعرف هذا النشاط محلياً بمفهوم “الموت الكاذب” أو “التظاهر بالموت”، وهو تقليد قديم في البلاد. وتبلغ تكلفة مجموعة الوثائق المطلوبة نحو 350 جنيهاً إسترلينياً (حوالي 500 دولار).


وتعتمد العملية على شراء جثة مجهولة الهوية من إحدى المشارح، وغالباً ما تكون لأشخاص مشرّدين. ويتنوع زبائن هذه الخدمات بين مصرفيين يسعون لتفادي السجن، وأشخاص يريدون الهروب من الانتقام، وآخرين يرغبون في التخلص من مسؤولياتهم العائلية.


وتتصدر الفلبين منذ سنوات الإحصاءات الأميركية بوصفها الدولة التي تشهد أعلى عدد من الوفيات بين السياح الأميركيين، ويبدو أن جزءاً من هذه الوفيات ليس إلا "وفيات وهمية" رتّبها أصحابها أنفسهم. كل ذلك يجعل من الفلبين الوجهة "الأمثل" لمن يطمح، ولو لمرة، إلى جعل الآخرين يعتقدون أنه رحل عن هذا العالم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة