اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأربعاء 26 تشرين الثاني 2025 - 07:42 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

رغم الابتسامات أمام الكاميرات… توتر في لقاء ترامب ومحمد بن سلمان، لماذا؟

رغم الابتسامات أمام الكاميرات… توتر في لقاء ترامب ومحمد بن سلمان، لماذا؟

كشف تقرير بثّته قناة N12 الإسرائيلية أعدّه الصحافي باراك رافيد، أنّ اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي شهد نقاشًا حادًا خلف الأبواب المغلقة، بعدما حاول ترامب دفع السعودية للانضمام الفوري إلى “اتفاقيات أبراهام” وتوقيع اتفاق تطبيع سريع مع إسرائيل.


وبحسب ما نقله رافيد عن مسؤولين أميركيين اطّلعوا على الاجتماع، فإنّ ترامب عبّر عن “خيبة أمل” لعدم حصول تقدّم سريع، فيما حافظ وليّ العهد السعودي على موقفه بثبات ووضوح، مؤكّدًا أن التوقيت السياسي والشعبي في المملكة لا يسمح بخطوات متسرّعة أو منفردة، خصوصًا بعد حرب غزة وما خلّفته من تداعيات إنسانية وسياسية.


ونقل التقرير عن المصادر قولها إنّ الأمير محمد بن سلمان أوضح للرئيس الأميركي أنّ الرأي العام السعودي معارض بشدّة لأي تقارب مع إسرائيل في ظلّ الظروف الراهنة، وأنّ المملكة لن تتخذ قرارًا استراتيجيًا بهذا الحجم إلا بما ينسجم مع مصالحها الوطنية ومع ثوابتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.


وقال مصدر أميركي رفيع مشارك في الاجتماع: “الرئيس ترامب حاول إقناع الأمير بقوة، لكن بن سلمان تمسّك بموقفه. كانت محادثة صريحة، وربما صعبة، لكن وليّ العهد لم يتزحزح”.


وأضاف التقرير أنّ الأمير محمد بن سلمان أكّد لترامب أنه لا يعارض مبدأ التطبيع، لكنه يشترط “مسارًا موثوقًا، غير قابل للعودة، ومحدّدًا زمنيًا” يقود إلى إقامة دولة فلسطينية — وهو الموقف ذاته الذي أعلنه علنًا بعد اللقاء. في المقابل، رفضت الحكومة الإسرائيلية الحالية أي بحث في إنشاء دولة فلسطينية، وهو ما يعرقل أي خطوة سعودية.


كما يشير التقرير إلى أنّ البيت الأبيض كان يأمل في “اختراق سياسي كبير” بعد انتهاء حرب غزة وسقوط البرنامج النووي الإيراني، لكن الأمير محمد بن سلمان شدّد على أنّ الاستقرار الإقليمي لا يتحقق بالقفز فوق الملف الفلسطيني، وأنّ السعودية لن تقبل بصفقات جزئية لا تضمن حقوق الفلسطينيين.


وفيما حاول ترامب الإيحاء خلال التصريحات العلنية بأنّ اتفاقًا قريبًا قد يُبصر النور، اضطرّت الإدارة الأميركية لاحقًا إلى طمأنة الحكومة الإسرائيلية بعدم تزويد السعودية بنفس النسخة المتقدمة من مقاتلات F-35 الخاصة بإسرائيل. ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ الرياض ستحصل على نسخة “مخفّضة القدرات”، وأنّ واشنطن ملتزمة بالحفاظ على “التفوّق النوعي” للجيش الإسرائيلي بموجب القوانين الأميركية.


وبذلك، يظهر — وفق قراءة التقرير — أنّ وليّ العهد السعودي هو الجهة التي حافظت على ثبات الموقف، في وقت مارست فيه واشنطن ضغوطًا كبيرة، وفي ظل محاولات إسرائيلية للالتفاف على المطالب الفلسطينية. ويضيف مسؤول أميركي: “الأمير بن سلمان ترك الباب مفتوحًا، لكنه شدّد على أن الطريق يمرّ عبر حلّ الدولتين”.


ويخلص التقرير إلى أنّ الأمير محمد بن سلمان قدّم خلال الاجتماع موقفًا سعوديًا ثابتًا ومسؤولاً، قائمًا على حماية المصالح الوطنية، احترام المزاج الشعبي، والتمسّك بالحقوق الفلسطينية — ما جعله، بحسب مراقبين دوليين، العنصر الأكثر حزمًا في غرفة التفاوض.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة