المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الاثنين 01 كانون الأول 2025 - 19:33 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

من بكركي… البابا لاوون يوجّه نداء رجاء لشباب لبنان: أنتم الحاضر وصانعو المستقبل (صور)

من بكركي… البابا لاوون يوجّه نداء رجاء لشباب لبنان: أنتم الحاضر وصانعو المستقبل (صور)

وجّه قداسة البابا لاوون الرابع عشر كلمة مؤثّرة إلى شباب وشابات لبنان، خلال لقائه بهم في الصرح البطريركي في بكركي، مستهلًا حديثه بتحية سلام، ومشيرًا إلى أنّ هذا السلام الذي أعلنه يسوع القائم من بين الأموات هو سند لفرح اللقاء، ودليل على قرب الله الذي يوحّد المؤمنين في إيمان واحد وشركة روحية واحدة.


وقد شكر البابا الحشود على حفاوة الاستقبال، منوّهًا بكلمات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ومخصّصًا تحية للشباب القادمين من سوريا والعراق، وللشبّان اللبنانيين القادمين من مناطق وبلدان مختلفة للمشاركة في هذا اللقاء.




وتوقّف قداسته عند الشهادات التي قدمها أنطوني وماريا وإيلي وجويل، معتبرًا أنّها فتحت القلوب والأذهان، لما حملته من شجاعة في الألم، ورجاء وسط الفشل، وسلام داخلي في زمن الحرب. وأكد أن هذه الشهادات تضيء مثل نجوم لامعة في ليلة مظلمة، كاشفةً جراحًا عميقة في تاريخ لبنان يصعب شفاؤها، ولها أسباب تتجاوز الحدود الوطنية وتتداخل مع تعقيدات اجتماعية وسياسية.


وخاطب البابا الشباب قائلاً إن اليأس الذي يشعرون به نتيجة ما ورثوه من حروب وظلم اجتماعي، لا يلغي الرجاء الكامن في داخلهم، مشددًا على أنّ الوقت أمامهم لصناعة المستقبل، وأنهم الحاضر الحقيقي القادر بإرادته على تغيير مجرى التاريخ. وأكد أن المقاومة الحقيقية للشر تكون بالمحبّة، لا بالعنف، لأنها وحدها القادرة على شفاء الجراح.


وأشار البابا إلى أن التفاني الذي أظهره أنطوني وماريا وإيلي وجويل هو نبوءة لمستقبل يقوم على المصالحة والمساعدة. واستشهد بكلام يسوع: "طوبى للودعاء"، و"طوبى للساعين إلى السلام"، داعيًا الشباب إلى عيش نور الإنجيل ليكونوا طوباويين في عيني الله. كما شدد على أن لبنان سيزهر مجددًا ويستعيد قوته وجماله مثل شجرة الأرز، رمز الوحدة الوطنية.


وتطرّق قداسته إلى أهمية الجذور الصالحة التي يقوم عليها المجتمع، مشيرًا إلى أن العدل والسخاء وخدمة الخير العام هي الأساس لنمو مجتمع سليم، داعيًا الشباب إلى أن يكونوا غمارة الرجاء التي ينتظرها لبنان.




وفي معرض إجابته على أسئلة الشباب، شدّد البابا على ضرورة الالتزام والعمل، معتبرًا أن الركيزة الراسخة للسلام ليست فكرة أو مبدأ، بل الرجاء الذي يأتي من المسيح القائم من بين الأموات، نور الحب وشاهد الرحمة الذي يخلّص العالم من الشر.


كما استحضر كلام القديس أغسطينوس والقديس يوحنا بولس الثاني حول السلام والعدل والمغفرة، مشددًا على أن السلام الحقيقي يولد من العدالة، والعدالة من الغفران.


وفي حديثه عن العلاقات الإنسانية، أشار إلى أن ضعف العلاقات الشخصية زمننا هذا لا يلغي إمكانية بناء صداقات حقيقية، محذّرًا من السعي وراء المنفعة الفردية التي تجعل حتى الكلام الجميل كلامًا سطحيًا. وقال إن العلاقات التي تتمحور حول "الأنا" مصيرها الفشل، بينما تنمو العلاقات الصادقة عندما يكون "أنت" قبل "أنا"، فتُبنى "نحن" المنفتحة على المجتمع وعلى الإنسانية.


وخصّ البابا لبنان بعبارة: "الحب أصيل ويمكن أن يدوم إلى الأبد عندما يعكس جمال الله الأبدي"، مؤكّدًا أن العلاقات المتينة تُبنى على الثقة المتبادلة. وأكد أن المحبة هي اللغة العالمية التي تكشف حضور الله في العالم.


وأشار إلى رمزية القديس شربل ونور الصلاة المنبعث من حياته النسكية، داعيًا الشباب إلى تخصيص وقت للصلاة، والتأمّل، وقراءة الكتاب المقدس، والمشاركة في القداس، مستعيدًا دعوة البابا بندكتس السادس عشر لتنمية الصداقة الحقيقية مع يسوع بقوة الصلاة.


وختم قداسة البابا بدعوة الشباب إلى رفع أنظارهم نحو سيدة لبنان، وإلى اعتماد صلاة القديس فرنسيس الأسيزي: "يا رب، استعملني لسلامك… فأضع الحب حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة…"، سائلاً الله أن يجعلهم أدوات سلام ورجاء في لبنان والعالم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة