أجمع عسكريون مصريون، في تصريحات خاصة لـ"العربية"، على أنّ إعلان إسرائيل فتح معبر رفح باتجاه واحد يخفي أهدافاً تتعلق بشن حرب نفسية، والتغطية على الإخفاقات الداخلية، وفتح جبهات قتال في لبنان وسوريا، معتبرين أن هذه الخطوة تأتي ضمن مخطط تهجير الفلسطينيين.
وأوضحوا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإبقاء جبهات الحرب مفتوحة، ويعتمد سياسة التكرار في العمليات النفسية لاستحداث قبول تدريجي لفكرة تهجير الفلسطينيين لدى الرأي العام الإقليمي والدولي، رغم الرفض المصري الواضح.
وفي هذا السياق، قال اللواء أركان حرب د. وائل ربيع، الخبير العسكري والمتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن إسرائيل تستخدم سلاح التجويع عبر خفض دخول المساعدات، وتضغط باتجاه إخراج الفلسطينيين من غزة عبر فتح المعبر باتجاه واحد، وهو ما ترفضه مصر قطعاً لكونه يمثّل مساراً لتصفية القضية الفلسطينية.
ولفت ربيع إلى أن نتنياهو يخطط لاحتلال غزة وعدم الانسحاب منها، مستشهداً بتقسيم القطاع بخطوط أمنية وإصراره على حصر إعادة الإعمار في منطقة الخط الأصفر التي يسيطر عليها، وهو أمر ترفضه القاهرة أيضاً.
كما أشار إلى أن توقيت هذه المزاعم ينسجم مع مساعي تل أبيب لإفشال اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وممارسة الضغط على سوريا لدفعها نحو اتفاق سلام بشروط إسرائيلية، إضافة إلى خلق نزوح داخلي في الضفة لدمج السكان قسرياً داخل المدن.
من جهته، رأى اللواء أركان حرب محمد فرغلي، نائب مدير مركز العمليات النفسية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، أن إسرائيل تحاول من خلال هذه المزاعم تصدير الأزمة لمصر، والهروب من مسؤولية تجويع غزة، مؤكداً أن السلوك الإسرائيلي يخالف اتفاق وقف إطلاق النار المعروف باتفاق شرم الشيخ للسلام الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وينص على فتح المعبر في الاتجاهين وعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم.
ووصف فرغلي الطرح الإسرائيلي بأنه "خبيث"، ويأتي بالتزامن مع قرب الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ في غزة، مشيداً بسرعة تعامل الدولة المصرية التي قطعت طريق الشائعات.
وكانت وحدة "كوغات" الإسرائيلية أعلنت الأربعاء نيتها فتح معبر رفح حصراً لخروج سكان غزة إلى مصر، قبل أن تنفي القاهرة ذلك جملةً وتفصيلاً، مؤكدة أن أي اتفاق لفتح المعبر سيكون في الاتجاهين تماشياً مع خطة ترامب.
وفي رد إسرائيلي لاحق على الموقف المصري، قال مسؤول إن "استيعاب سكان غزة هو مشكلة مصر". كما جدّدت حركة فتح رفضها المطلق لفتح المعبر باتجاه واحد، مؤكدة أن مجلس الأمن شدّد على فتحه بالاتجاهين، وحمّلت إسرائيل المسؤولية عن أي إجراءات تمهّد لسياسة التهجير القسري.
الـــمــــزيــــــــــد
