"ليبانون ديبايت"
يصل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت يوم الخميس المقبل، في إطار استكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي أي تصعيد إسرائيلي ضد لبنان. وتأتي هذه الزيارة في وقت تتكثف فيه المساعي لإقناع حزب الله بتسليم سلاحه، وهو طرح يرفضه الحزب حالياً في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، واحتلال أراضٍ لبنانية، واستمرار اعتقال عدد من المواطنين اللبنانيين، إضافة إلى عناصر تابعة له.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر مطلعة في حزب الله لـ"ليبانون ديبايت" أن زيارة مدبولي تندرج في إطار استكمال المبادرة المصرية التي انطلقت بزيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، وتابعت مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي، لتتوج اليوم بزيارة رئيس الوزراء المصري. وتنفي المصادر أن يكون لقاء مع مسؤولين في الحزب مدرجاً على جدول أعمال الزيارة حتى الآن، مشيرة إلى أن الحزب لم يطلب مثل هذا اللقاء، كما أن الجانب المصري لم يبادر إلى تحديد موعد له.
من جهته، يشير الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم لـ"ليبانون ديبايت"إلى أن المبادرة المصرية لم تتوقف عند حد معين، موضحاً أن زيارة رئيس المخابرات ثم وزير الخارجية، وصولاً إلى زيارة رئيس الوزراء، تؤكد استمرار هذا المسار. ويعتقد بيرم أن الهمّ الأساسي للمصريين يتمثل في تحصين اتفاق غزة، ومنع أي تطور في لبنان قد يؤدي إلى تقويضه، معتبراً أن أي تصعيد على الساحة اللبنانية من شأنه التأثير سلباً على الآفاق الإقليمية ككل.
ويلفت بيرم إلى أن مصر كانت أول من طرح فكرة تجميد السلاح شمال نهر الليطاني، مشيراً إلى أن الطرح نفسه بدأ يحظى اليوم بتداول أميركي، رغم محاولات الجانب المصري التنصل منه في مرحلة لاحقة. ويرى أن هذا الطرح لا يعني بالضرورة اعتماده أو تطبيقه، لكنه بات يؤخذ بعين الاعتبار، موضحاً أن المصريين لم يتراجعوا عنه بقدر ما سعوا إلى فتح ثغرة في النقاش حوله.
ويخلص بيرم إلى أن هذا الطرح أصبح مقبولاً الى حد ما، حتى على المستوى الأميركي، إذ بدأ مسؤولون أميركيون يتحدثون عنه، وبرزت أفكار مماثلة في مواقف الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، وكذلك في تصريحات السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى.