أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، أنّ بلاده لن تتنازل عن حقّها السيادي في تخصيب اليورانيوم، ولن تتراجع أمام الضغوط الأميركية، مشدّداً على أنّ هذا الحق غير قابل للمساومة أو النقاش.
وتأتي تصريحات عراقجي بعد مواقف تصعيدية أعلنها في وقت سابق اليوم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي قال إنّ إيران "في حالة حرب شاملة مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا"، معتبراً أنّ هذه الأطراف "لا تريد للبلاد أن تقف على قدميها".
وأضاف بزشكيان أنّ بلاده ستتجاوز الضغوط والعقوبات بقوة، مؤكداً أنّه "لا توجد قوة في العالم تستطيع إحباط الشعب الإيراني ومسيرته إذا توحدنا"، وأنّ وحدة المجتمع الإيراني قادرة على إفشال "مؤامرات الأعداء بأكملها".
وفي سياق موازٍ، رأى عراقجي أنّ واشنطن تقود العالم نحو ما وصفه بـ"قانون الغاب"، منتقداً الإجراءات الأميركية الأخيرة بحق فنزويلا، ومعتبراً أنّها تفتقر إلى أي أسس حقوقية أو قانونية.
وشدّد على ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي فنزويلا في مواجهة "الاستفزازات الأميركية"، محذّراً من تداعيات هذه السياسات على الاستقرار الإقليمي والدولي.
وكانت الولايات المتحدة قد صعّدت خلال الأشهر الأخيرة من إجراءاتها ضد كراكاس، عبر إعلان حصار بحري عليها وإغلاق المجال الجوي فوقها، في إطار ضغوط سياسية وأمنية متزايدة.
كذلك، أعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيغسث عن إطلاق عملية عسكرية في أميركا الجنوبية تحت اسم "الرمح الجنوبي"، بذريعة مكافحة تهريب المخدرات، في خطوة أثارت اعتراضات وتحذيرات من دول عدّة في المنطقة.
وتندرج هذه المواقف في سياق تقارب سياسي واستراتيجي متزايد بين إيران وفنزويلا، في مواجهة الضغوط الأميركية المتصاعدة على البلدين، حيث ترى طهران وكراكاس أنّ واشنطن تسعى إلى إسقاط النظامين عبر العقوبات والحصار والضغط العسكري غير المباشر.
ويرى مراقبون أنّ هذا التشابك في الملفات يعكس تحوّلاً في ميزان المواجهة الدولية، إذ باتت السياسات الأميركية تجاه دول مصنّفة خصوماً تؤدي إلى مزيد من الاصطفافات العابرة للقارات، بما يترك أثراً متنامياً على الاستقرار العالمي ويغذّي مناخ المواجهة المفتوحة في أكثر من ساحة.