برز اسم رجل الأعمال الإماراتي سلطان بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية، ضمن لائحة الشخصيات التي كُشف عن ارتباطها بتاجر الجنس بالقاصرات جيفري إبستين، الذي توفي منتحرًا.
ووفق وثائق بريد إلكتروني نُشرت على موقع مختص بتسريب المراسلات، وأفرجت عنها وزارة العدل الأميركية، ظهرت سلسلة رسائل متبادلة بين بن سليم وإبستين، إلى جانب صور شخصية تجمعهما، عكست علاقة تتجاوز الطابع الرسمي.
وتُظهر إحدى الصور بن سليم جالسًا إلى جانب إبستين وعدد من الأشخاص في مكان يشبه قاعة جامعية، فيما تظهر صورة أخرى بن سليم وهو يُعدّ الطعام لإبستين بنفسه، إضافة إلى صورة ثالثة خلال جلسة على متن قارب في دبي، حيث بدا بن سليم مرتديًا الزي الإماراتي التقليدي.
أما المراسلات، فتنوّعت بين طلب نصائح شخصية، ومباحثات تتعلّق بالاستثمارات، إلى جانب أسئلة عن شخصيات سياسية بارزة، وصولًا إلى التطرّق إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي إحدى الرسائل، أرسل بن سليم إلى إبستين مقالًا صحافيًا يتناول هجوم ترامب على ستورمي دانيالز، الممثلة الإباحية السابقة التي لاحقته قضائيًا، حيث وصفها ترامب حينها بـ"وجه الحصان"، من دون أن يُظهر إبستين أي تعليق على الرسالة.
وفي رسالة أخرى، سأل بن سليم إبستين عن شخصية مقرّبة من ترامب، ليستفسر عمّا إذا كان يعرفها. فجاء رد إبستين: "لم أسمع به من قبل.. دونالد ليس مقرّبًا من أحد، يتحدث مع الكثير من الناس، لكنه يقول لكل واحد منهم شيئًا مختلفًا".
كما استفسر بن سليم عن ستيف بانون، مشيرًا إلى أن ترامب لا يحبه، ليجيبه إبستين: "لقد أصبحنا أصدقاء، وستحبه.. لا تصدّق الصحافة".
وفي عام 2017، سأل بن سليم إبستين عن توم باراك، السفير الأميركي الحالي في تركيا ومبعوث ترامب إلى لبنان وسوريا، مستفسرًا: "هل أقبل الدعوة التي وجّهها لي؟ وهل تعتقد أنني قد أصافح ترامب؟".
ورد إبستين طالبًا الاتصال به لمناقشة الأمر، ثم أشار لاحقًا إلى أن اللقاء سيكون مزدحمًا جدًا، مضيفًا أن محاولة ترتيب لقاءات منفصلة في واشنطن أو نيويورك قد تكون أكثر جدوى، وإن كانت غير مرجّحة.
وبعيدًا عن السياسة والاستثمار، أرسل بن سليم تقريرًا إلى إبستين عن دواء جديد لمعالجة الكوليسترول، سائلاً عن رأيه، ليرد الأخير بأن الدواء يُعطى عبر الحقن وليس الحبوب، وأن آثاره الجانبية الطويلة الأمد غير معروفة بعد.
كما تبادل الطرفان تقارير صحافية تتناول سياسات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2011، إضافة إلى تقرير يروّج لدبي بوصفها "المكان الأمثل لحل مشكلة الإسرائيليين والفلسطينيين"، علّق عليه إبستين قائلًا: "هي المعجبة الثانية بك، أما المعجب الأول فهو أنا".
وفي مراسلة تعود إلى عام 2007، أبلغ بن سليم إبستين بوصوله إلى سان دييغو بعد رحلة سفاري في زيمبابوي، ليرد إبستين بالحديث عن المضي قدمًا في علاقة مع عائلة ويكسنر، التي كان يشغل منصبًا رفيعًا في إدارتها المالية.
كما جرت مراسلات بين بن سليم وأحد مسؤولي فريقه المالي، طلب فيها التواصل مع إبستين بصفته عضو مجلس إدارة ومستشار استثمار لعائلة ويكسنر.
ويُذكر أن الملياردير الأميركي ليس ويكسنر أسّس شركة "إل براندز"، التي تضم علامات تجارية عالمية مثل "فيكتوريا سيكريت" و"باث آند بودي ووركس"، وتولى رئاستها التنفيذية لأكثر من خمسة عقود، قبل أن يتهم إبستين عام 2019 باختلاس أموال والاتجار بالبشر لأغراض جنسية.
الـــمــــزيــــــــــد
