لعنةٌ جديدةٌ تنتظر الانتخابات

Beirut

16°

Coming
Soon

المصدر: ليبانون ديبايت

السبت 21 تشرين الأول 2017 - 0:00

جزءٌ كبيرٌ من كلفة الانتخابات مُخصّص لمراكز الميغا سنتر

لا تتوحّد الآراء حول مراكز الاقتراع الكُبرى المَنْويّ إنشاؤها

"ليبانون ديبايت"

مراكز الاقتراع الكُبرى أو ما يُعرَف بـ"الميغا سنتر" هي مراكزٌ يُتوقّعُ أن تستحدِثها الدولة اللبنانيّة في الانتخابات النيابيّة المُقبلة، لتسهيل اقتراع الناخبين في مكان سكنهم، إذا ما تمّ اعتماد الهويّة البيومتريّة أو التسجيل المسبق لِمَن يرغب بالاقتراع في مكان سكنه لا قيده.

جزءٌ كبيرٌ من كلفة الانتخابات مُخصصٌ لهذه المراكز، والتي سبق وكشفت وزارة الداخليّة والبلديات أنّ تجهيزها سيُكلّف 15 مليار ليرة لبنانيّة تُضاف إليها 15 مليار لشراء القارئ الإلكترونيّ "Reader" و8 مليارات ليرة للأوراق المطبوعة سلفاً والحِبر الخاصّ.

ترى بعض المصادر المُطّلعة أنّ "خطوة الميغا سنتر فكرةٌ غير واقعيّةٍ وغير منطقيّةٍ ولا تتطابق مع لبنان بحالته الراهنة لا من قريبٍ ولا من بعيد".

وتعلّل المصادر رأيها بأنّ جزءاً كبيراً من اللبنانيّين يعيش في العاصمة بيروت، والجزء الأكبر منهم يفضّل الاقتراع في مكان سكنه، وهي الأعداد التي لن تتحمّلها المنشآت المُخصّصة للاقتراع. وتتساءل المصادر هنا عن حال الطرقات المزدحمة بشكلٍ يوميّ من دون انتخاب، والبُنى التحتيّة غير المُجهّزة من مواقف سيّاراتٍ وغيرها.

ولكن لا تتوحّد الآراء حول هذه المراكز، ولا يرى فيها البعض الآخر المشاكل نفسها، فيُؤكّد عضو الهيئة الإدارية في الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات سعيد صناديقي بدوره على أنّ "الميغا سنتر" ليست غريبةً عن لبنان، وعلى سبيل المثال لا الحصر "نصف ناخبي بيروت الثانية كانوا يقترعون في مُجمّعِ بئر حسن التربوي، والذي يضمّ 4 مدارس وكلّ مدرسة فيها 20 قلم".

ويُعطي صناديقي أمثلةً على المراكز التي يمكن استعمالها كـ"ميغا سنتر" مثل "المدينة الرياضيّة، البيال، مُجمّع إلياس المرّ الرياضيّ، مُجمّع فؤاد شهاب الرياضي، ملعب صيدا البلديّ، ملعب صور البلدي..." وغيرها من المراكز المناسبة لاقتراع الناخبين في مكان سكنهم.

وعن المخاطر الأمنيّة في ظلِّ الاكتظاظ الذي قد يحصل في المراكز أو على الطّرقات، يقول صناديقي "إذا كُنّا نستطيع المحافظة على أمن مباراةٍ رياضيّةٍ تضمُّ عشرات آلافٍ من الجماهير يمكننا المحافظة على أمن مركز اقتراعٍ كبير".

مُشدِّداً على ضرورة آليّة التسجيل المُسبق لمعرفة أعداد المراكز الضرورية وتأمين المواد التي يحتاجها كلّ مركز "من أوراقٍ وأقلامٍ وحبرٍ سرّي" وغير ذلك.

ويرفض صناديقي الربط بين الانتخابات والهوية البيومترية، أو بين الانتخاب في مكان السكن والهوية البيومترية، ويسمّيه بالربطِ غير المنطقيّ فـ"الهوية البيومترية هي عبارةٌ عن تحديثٍ لهويّتنا القديمة، ويمكن الاقتراع في مكان السكن من دون هويةٍ بيومترية".

وهو التحديثُ الذي يحتاج لسنواتٍ حسب صناديقي فـ"جواز السفر حتى تحوّل من عادي إلى بيومتريّ احتاج لمرحلةٍ انتقاليّةٍ لا تقلّ عن 5 سنوات، ولبنان يعتمد الهويّة من الـ1992 وما زال بعضنا يستعمل إخراج القيد".

إذاً، هل يمكن أن تشكّل هذه المراكز حلّاً لمشكلة الاقتراع في مكان السكن أم لها أن تتحوّل في "بلد الكرتون" من حلٍّ إلى مُشكلة؟ سؤالٌ برسم الأيّام الانتخابيّة القادمة التي لها أن يذوبَ مع ربيعها ثلج الأقاويل والشكوك الذي ارتفع منسوبه مُؤخّراً.

انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا