"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي

يشيد ناشط سياسي محايد بسياسيَين لبنانيَين يمتلكان الحنكة السياسية وبعد النظر وتجمعهما الإلفة والدهاء وتفرّقهما المواقع السياسية. ويشير إليهما بعبارتين "عم يتسلى فينا" و "عم بتسلى معكم" ليدرك السامع والقارئ أنه يقصد رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

يعلّل الناشط رأيه بالإشارة إلى أحداث الشهرين الأخيرين نظراً لما ترمز إليه من أبعاد تختصر دهاء وصلابة الرجلين. فمع الإلتقاء الموضعي والموضوعي بين الرجلين في مجلس الوزراء حول مواضيع عدة، منها قانون الانتخاب وخطة الكهرباء والبطاقة البيومترية، فالرئيس بري كان الوحيد الذي رفض السير في خطة عزل القوات اللبنانية وإخراجها من الحكومة وساهم إضافة إلى عوامل أخرى في إسقاط العزل.

يمكن للمرء أن يحلّل هذه المواقف كما يشاء، لكن التناغم بين الرجلين واضح منذ أمد بعيد، وتأتي التطورات الأخيرة لتحقق القوات اللبنانية خرقاً سياسياً كبيراً في البيئة الشيعية مع تمسكها بثوابتها ومبادئها.

وما كتبه أحد أبرز ناشطي حركة أمل أيمن عاصي على صفحته عبر فيسبوك عن مسيرة القوات اللبنانية ورئيسها منذ العام 2005 يشكّل دليلاً على تبدّل المزاج الشيعي تجاه القوات اللبنانية.

وهنا لا يجب أبداً اعتبار كلامه يأتي في إطار النكاية ردّاً على مواقف التيار الوطني الحرّ، بل اعترافاً صريحاً بالنهج القواتي في العمل السياسي الذي لا ينحدر إلى مستوى النكايات والإهانات والنكد، وبأن الإختلاف السياسي لا يعني إغلاق الأبواب، فلا خلاف أو إتفاق بالمطلق، والأحكام المسبقة تبني جدران الخوف والوهم من الآخر.

هل يتوقع تطوّر الأمور إلى ما هو أكثر من منشور على صفحات التواصل الاجتماعي؟ يجيب المراقب: "نظرة، فابتسامة"... ننتظر الموعد واللقاء، في السياسة، لا مُحال.