Beirut
16°
|
Homepage
السيّد في البرلمان... ماذا بعد؟
فيفيان الخولي | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 23 أيار 2018 - 0:01

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

تتجه الأنظار إلى ساحة النجمة، اليوم، حيث تشهد دخول النواب الجدد قبل القدماء إلى البرلمان، وهم الذين قاتلوا وتقاتلوا للحصول على أحد مقاعده، في الوقت الذي يدرك فيه اللبنانيون ألا فرق بين دخول معظمهم وخروجهم، إذ إن الوجوه الجديدة لا تعني التغيير المرجو، ويبقى أنّ الوقت هو الحكم.

لكن تشخص العيون تحديداً على خطوات النائب جميل السيّد، الذي تطأ رجلاه عتبة المجلس النيابي، للمرة الأولى، محصّناً، وعلى هوية الشخصيات التي ستصافحه مرحّبة، وسط تباهي حزب الله بما حققت خطته الانتخابية، على الرغم من اعتراض حليفه الشيعي (حركة أمل) على اسمه، مقابل قلق الفريق الآخر (قوى 14 آذار) من أبعاد وصول هذه الشخصية، على الصعيد السياسي عموماً، وما بعد النيابة خصوصاً.


وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعض أنه من المبكر الحديث عن طموحات حزب الله لما بعد نيابة السيّد، التي جاءت بتوصية سورية، يتخوّف كثيرون من أنّ البديل الشيعي الضائع الذي لطالما بحثت عنه جهات سياسية لموقع رئاسة البرلمان بعد رئيسه الحالي نبيه بري، (الله يطوّل بعمره)، وُجد، وتأهيله لهذا الموقع جار على قدم وساق.

حزب الله وفيّ للوعد ببقاء بري حتى خلو هذا المنصب. لكن لا شيء يبرّر انتخاب السيّد نائباً، في هذه الفترة، وكأن المطلوب وضع اللبنانيين أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما محمد رعد أو جميل السيّد، لرئاسة البرلمان.

يدرك فريق 14 آذار أن الشخصيّة الشيعيّة المقبلة لن تتماهى مع استراتيجيتها، يوماً، كما هي حال بري، لكن ذلك لم يمنعها من الطموح لوصول رجل سياسي معارض له حيثية في بيئته، ومؤيد لثوابتها ومبادئها الجوهرية والمتوافق عليه في ما بينها لبناء الدولة. ويبقى طموحاً حتى إشعار آخر، كما يقول مراقبون.

وبين المرّ والأمر، قد يقف المجلس النيابي عاجزاً عن الاختيار، في حال تمكّنت 14 آذار من لملمة نفسها، ومعها قوى من خارج السرب، لمواجهة هذه الخطة التي قد تجرّ لبنان إلى الهاوية، إذ لا مقارنة بين الشخصيات (بري والسيّد ورعد)، باعتبار أن لهم باعاً طويلاً في السياسة، ويتوافقون استراتيجياً، لكن يبقى بري العقل المدبّر والدبلوماسي المحنّك الذي حصّن البلد في مراحل عدة.

ويبدو أن "النقزة" تطاول بعض شخصيات 8 آذار، فهو الرجل غير المحبّب لدى حركة أمل، وفقاً لاعتبارات سياسية قديمة، واستفزازية لآخرين، وإنْ كانوا يؤيدونه في نقاط محدودة، لكنهم اعتادوا اللعبة السياسية بعيداً عن المغامرات العشوائية. لذلك يترقّب هؤلاء تصرفات السيّد، وما ستحمله أوراقه القديمة الجديدة إلى البرلمان، وما إذا كانت هذه الشخصية لا تزال تعيش في زمن الوصاية، وهو ما يبرز في مواقفه التويترية. الأمر الذي سيتجلّى في البداية بملف المحكمة الدولية، وما سيتبعه من مواقف قد تحوّل النجمة إلى ساحة هرج ومرج، في الوقت الذي تعمل فيه جميع القوى السياسية على التهدئة، والعمل بدبلوماسية، حفاظاً على ما تبقى من استقرار.

وحتى ذلك الوقت، يتوقع مراقبون أن تعم مكاتب الأجهزة الأمنية بالمعارضين المطلوبين للتحقيق جراء "القدح والذم" بالسيد، في الوقت الذي حصّن فيه الرجل نفسه، وأصبح باستطاعته التغريد والتشهير، بلا حسيب. في حين يتساءل البعض عما يمنع الرجل من الجلوس عاقلاً، بعد الضجيج الذي أحدثه، باعتبار أن "كرسي هرم البرلمان يستحق!".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر