Beirut
16°
|
Homepage
العرض الأخير للقوات.. تقبل أم لا تقبل!
عبدالله قمح | الاربعاء 10 تشرين الأول 2018 - 1:00

ينقل العاملون على خط تشكيل الحكومة دنو الحل ووصوله الى اللحظات الحاسمة

العقدة الدرزية تكاد تحل على مبدأ الشراكة في المقاعد ووضع الحل بعهدة الرئيسين عون وبري

اللافت للانتباه تحول المسار الاقليمي الى جهة مساعدة في التشكيل

القوات اللبنانية ما زالت تبقي نفسها خارج لعبة الحلول والرئيس الحريري يرفض السير بحكومة دونها

المعنيون قدموا لها نصيحة "ليبانون ديبايت" القبول او تحمل النتائج!


"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

الكُلُّ تقريباً نفضَ كِلتا يديه من لعنةِ الفراغ رفضاً للمُساكنة التي رصدَ المعنيون تسللها إلى ديارهم خلال الأيام العشر الأخيرة من الشهرِ المنُصرم، لكنّهم إصطدموا بعشرٍ أُخريات رفعهن الرئيس المُكلَّف سعد الحريري بوجه المشتغلين على خطِ التأليف، مُعطياً لهم ولنفسه سقفاً لإنتاج الحكومة، تتقلصُ مُدّته ويقابلهُ إرتفاع حماوة جمر العمل ليبلغ مستويات عالية رُغم محاولات سَكِب المياه الباردة على الرّؤوسِ الحامية.

صاحب فكرة تعويم الفراغ مُتظللاً غياب الحلول الحكومية، كانَ رئيس حزب القوات سمير جعجع، الذي روّج طيلة الفترة الأخيرة بمفاضلة تقومُ على إلتئامِ حكومة تصريف الأعمال تحت صفة "الضرورة". وفور سلُوكه طريق ترويجها، جرى القيام بعملية التفافية أدّت إلى تطويق مَسعاه ثُم دفنه من خلالِ رفع القيمة الشّرائية للحكومة.


تَتعدُّد التّفسيرات حيال المُجازفة التي أعلن الرئيس الحريري إعتمار خوذتها و إتخاذه قرار التجذيف عكس التيار. هل أطلقها بالإستناد إلى وقائع دامغة لا تقبل الإختزال أو القسمة؟ هل تورط بمعلومات مغلوطة حول أجواء إيجابية؟ هل أراد تعويم الفرج من بابِ زرك الجميع ومِنهم نفسه كمقدمة لحثهم على التنازل؟ الثابت مِن كُلِّ ذلك أنّ الحريري نجحَ في إعطاءِ البُعد الحكومي دفعاً لم يشهده منذُ إعلان التكليف رسمياً قبل نحو ٥ أشهر.

مراجع عاملة على خطِّ التشكيل، تجزُم أنّ إستيلاد حُكومة سقفه الحادي والثلاثون من الشهرِ الجاري، كما سبقَ وأسلف "ليبانون ديبايت"، ما معناهُ أن لا رجعة عن قرار تأليف الحكومة هذا الشهر، مُرجّحة زيادة إدخال تعديل على المُهلةِ التي أعلنها الحريري بمقدار طفيف يُلائم العصارة الحكومية، فالمهم تقريش التّفاهمات لا الضرب على عددِ الأيام.

ويبدو أنّ توفّر أجواء إيجابية سبقها دخول مُعطى إقليمي أشار إلى إمكانيةِ التّشكيل فاتحاً الطريق أمام العجلة بعدما صارت الأمور مُلحّة، وهو ما ذهبَ المعنيين الى أقصى الإستفادة منه.

ووفقَ المعلومات المُتداولة، يقومُ التحرك على عدة أضلاع ، عماده فرنسي يُمارس على شكلِ ضغوطات سياسيّة من أجلِ إنهاء مِلف التّشكيل ضُمن المهلة المُشار إليها، ويَسهُم في ذلك تبلور عِدّة أمور بدءاً من حلول سلّة التفاهُمات العراقية وصولاً لإنشغال السعودية بالضُغوطات الدّولية التي فتحت على مصرعيها بعدَ إغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي.

أما العَصب الدّاخلي فيقومُ على عدّة شقوق، إبتداءاً عند حزب الله الذي فعّل المُحرّكات إلى القُوة القصوى سعياً لجرف العراقيل من عندِ حلفائه، ثُم شق جبران باسيل الذي حَلّ برداً وسلاماً على النائب السابق وليد جنبلاط، الذي دغدغَ بمعيار باسيل (كل ٥ نواب وزير) وفهم من الحديثِ أنه مقدمة عرض لحل العُقدة الدرزية ما فتح الباب أمام منطق الشراكة في المقاعدِ الدرزية، التي يبدو أنها وضِعت قاعدة حلها، أو تكاد، عند الرئيسين عون (فوضه الوزير طلال ارسلان) ونبيه بري (فوضه جنبلاط).

وقد عَبّرت مصادر إشتراكية إلى كثيرٍ من الإيجابية حينَ قالت لـ "ليبانون ديبايت": "هناك عملية جراحية جارية منذُ ساعات، وقد وهبنا سِرّنا إلى الرئيس نبيه بري وننتظرُ من الطَرَفِ الآخر أن يُقدِم على أمرٍ نتمنى أن يكون مفعولاً".

ويتردّدُ أنّ الحل للعقدة الدرزية قامَ على توازن في التنازلات بدأ من عند الوزير باسيل و إنسحبَ على الوزير طلال أرسلان مُذعناً للأجواء الإيجابية عبرَ وضعه قرار تسمية الدرزي الثالث عند الرئيس على قاعدة وضع ٥ أسماء لينتقي منها واحداً، ثُم قُبول الوزير جنبلاط حلاً على قاعدةِ " ٣ مقاعد: درزيان ومسيحي ماروني". ويتردّدُ أن الإسم الذي طُرِح للتوزير هو ناجي البُستاني كعامل مُشترك مقبول من الجميع.

تنازُل السّاعات الأخيرة جعلَ الأمور تقترب من الخواتيمِ وأدخل البحث مضمار المُربع الأخير الذي يُفترض أن ترتفع مَعه سقوف التفاوض لتبلُغ مداها في الساعاتِ المقبلة، على قاعدةِ "اشتدي يا أزمة تنفرجي" على أن تكون مفاوضات هذا المُربّع صعبة وشاقة، وستشهد مناورات لي ذراع وتدافع بالأوزان الثّقيلة سعياً لحجز أفضل مكان.

وحدها القوّات اللبنانيّة أبقت نفسها خارج هذه السلسلة برفض مصادرها النطق بأية حلول، نافيةً إلتقاط راداراتها أي مؤشِر إيجابي يَصلُح لإعتماده كميزان، علماً أن الوزير ملحم رياشي حط في بيتِ الوسط في زيارةٍ قيلَ أنّ الرئيس المُكلّف سَيعرُض عليه ما للقوات من حصّةٍ في الحكومة.

وقد بُلِّغ "ليبانون ديبايت" أنّ الحل الذي قُدِّم للعقدة المسيحية، هو توكيل نيابة رئاسة مجلس الوزراء لشخصية قواتية دونَ حقيبة يُقابلها ثلاث حقائب أخرى، حقيبتان خدميتان أساسية ونصفيّة وحقيبة وزير دولة.

كإختبار لجدية الطرح، طلبَ تسويقه قبلَ أيام لمعرفة رد فعل معراب عليه، حتى بلغت الدوائر المعنية إشارات سلبية حوله ، أفادت مصادر "ليبانون ديبايت" أنّ الرئيس المُكلّف حاول إستفهامَها مِن الوزير رياشي.

ويبدو أنّ ما سيحمُل للقوات سيكون عبارة عن "العرض الأخير" قبلَ إنقضاء المُهل المحددة، إذ تسعى الدَّوائر العاملة على الخطِ لنيل جواب شافٍ قبلَ سفر رئيس الجمهورية الى أرمينيا لوضع الأمور في نِصابها. وفي حالِ قَبِلت معراب يَتُم إستيلاد الحُكومة، وفي حالِ لم تقبل تقولُ مصادر العاملين على خطِ التّشكيل، أنّ لديهم عِدّة حلول، موجهين رسالة إلى معراب عنوانُها "الترفّع وتهيّب اللحظة واللاحق في الركبِ قبلَ بُلوغ القمة".

وفي تفسيرِ الرِّسالة، جملة نصائح قامت على لفتِ نظر القوّات إلى أنّ الصّيغة الجاري تَنقيحُها يُفترضُ أنّها ستكون آخر صيغة حكومية متفاهم عليها سيجري تقديمها الى الرئيس عون الذي لَن يجدُ حرجاً بالموافقة عليها حتى ولو رفضت معراب حصتها، على إعتبارِ أنّه صاحب التوقيع على التشكيلة. يصبحُ هنا لِزاماً على معراب السَّير في الركبِ وإلا ستجد نفسها في المؤخرة وقد سبقها أعضاءُ الفريق.

وتشيرُ معلومات حصلَ عليها "ليبانون ديبايت"، أنّ الرئيس الحريري يُمانع منطق السير بحكومة دون القوات، نتيجة إعتِبارات سياسية عدّة مُتصلة بعلاقات القوات إقليمياً، وهذه الإعتبارات ستنعكس سلباً على الحكومة في حالِ لم تُشارك فيها وستصبح عرضةً للمقاطعة وتضع الرئيس الحريري في مواجهةِ حلفائه في الدّاخل و السعودية في الخارج، وهو أمر ليس بمقدور الحُكومة تحمُّل تبعياته ولا الرئيس المُكلّف. فهل ستقبل القوات ما سَيُعرَض أو أنها ستُبقي نفسها خارج لعبة "التنازلات المُتوازنة"؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر