Beirut
16°
|
Homepage
‎هل يفعلها بري في اللحظة الاخيرة؟
عبدالله قمح | الاثنين 29 تشرين الأول 2018 - 0:00

رفع الرئيس الحريري سقف المواجهة مع النواب السنة المعارضين

جرّت مواقف الحريري العالية تشدداً من النواب السنة وحزب الله

عند بلوغ الامور مداها سعى البعض لادخال الرئيس بري على الخط

الرهان كان على قدرة بري على ابتداع حل متوازن


"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

‎تسبّب الرئيس المُكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري بهبّة سخنة لفحت وجوه النواب السّنة المستقليّن وحلفائهم. كان هؤلاء قد رفعوا سقف المواجهة مع الحريري إلى حدود معقولة. أما الآن فقرّروا خوض المعركة وفق القاعدة الآتية: "يا قاتل يا مقتول"!

‎لم يكن ينقصُ أزمة توزير النواب السّنة إلا عبارة غير محسوبة أطلقها الرّئيس المُكلّف في لحظةِ غير مدروسة وإستدرجت عروضاً صاخبة. قال أن "تمثليهم (أي النّواب السّنة المُستقلين) في الحُكومة غير وارد، وغير موجود على جدول أعماله"!


استتبع هذه الموقف بآخر صنف من العيار الثقيل، حيث نقل عن لسانه قوله: "إن أرادوات توزير سُني من حصتي عندها فليُفتشوا عن رئيس حكومة غيري"! لكن استدرك بقوله " أما اذا أراد الرئيس عون اعطاءهم مقعدا وزاريا من حصته فهذا الامر يعود له"!

عبارات كانت كفيلة بنقل المواجهة صوب تشدد المعنيين بها، الذين أخذوا الأمور إلى منطق التّحدي، ليس هم فقط بل حلفاؤهم أيضاً. فأسقطت القاعدة وغاب الإستثناء وحَل مكانهما منطق إما نكون أو لا نكون.

‎أتى رفع حزب الله لنبرته مقابلة تحدي الحريري كعامل مساعد لمسعى هؤلاء النواب. أساساً أعضاء اللقاء التشاوري كانوا ينتظرون موقفاً علنياً وواضحاً من الضاحية غاب طوال ٥ أشهر ونيّف من عمر التّشكيل. اليوم، يتحرّر الحزب من سياسةِ المهادنة التي إعتمدها مع الحريري بعد فرز صناديق الإقتراع. قرر نزع القفازات والتّكلم وفق ما تدعو له الحاجة. للحزب أسبابه التي لا تقومُ فقط على مسألةِ تعمد الحريري "توبيخ" النّواب السنة و "تدليع" حلفائه في معراب، بقدر ما تقوم على عدم قدرة الحزب على الإستيعابِ أكثر!

‎كان حزب الله قد تحمل زعل حلفائه منه الذين أزعجهم صمته عن مسألةِ الحق بتوزير، ما دفع بعضهم للطشه مراراً واللّجوء إلى الإعلام من أجل الغمز واللمز، حتى أن الحزب لم يصادف أن الضغط على الحريري في مسألةِ التوزير. تركهُ على راحته أملاً منه أن يجد الحل، فلم يجهد إلا لإيجاد مخارج لعقد أخرى! أخيراً، وصلَ الحزب إلى قناعة مفادها أن الحريري ليس في واردِ حل "عقدة" التوزير السّني بل هو عاكفٌ على ضربِ هؤلاء. وعليه، تدخّل الحزب في لحظةِ الصفر التي خطط لها مسبقاً. "إن لم يتدخلُ الحريري قبل ربع السّاعة من التّشكيل فنحنُ لها!".

‎ثم فجأة، نبشَ حزب الله القبر وبدأ يرفعُ الرايات والسّقوف حول توزير السّنة. بعضهم ينقلُ عن حزب الله قوله إن "لا حكومة طالما أن حق هؤلاء لم يؤخذ!"، هي بالنسبة إلى الضاحية مسألة حق إذاً، وهي لا ترد المطالبين بالحق خائبين!

‎عند هذا الجو، قرّر رئيس مجلس النواب نبيه برّي أن يدخلُ درءاً للأسوأ. هو ينتظرُ الرّئيس المُكلّف كي يقدم إليه، لكن بري يلفُ هذا الموعد لما في جعبة الحريري. وطالما ان لا اشياء ايجابية بعد، فلا داعي للزيارة!

‎علاوةً على ذلك، لا ترصدُ عين التينة تبني بيت الوسط أفكاراً حميدة للحل، بل جُلّ ما في الأمر أن الحريري يبحثُ عن مخارج أخرى لتوزير سنة مستقلين من الوسطيين المقربين منه أو من الذين عقد معهم تفاهمات حديثه، كل ذلك يخدم فكرة التعنت في تمثيلِ النواب السّنة السّتة.

‎يراهنُ البعض أن يكون لدى الرّئيس بري في نهاية المطاف أرنباً يخرجهُ من قبعتهِ في الرّبع ساعة الأخيرة من عمر التّأليف، وقد يكونُ هذا الأرنب هو طوق نجاة الحريري من أزمةِ إستمرار رئيساً مكلفاً، والنواب السّنة من أزمةِ وجودهم خارج المضمار الحكومي، لكن ما يخفيهُ بري من حلِّ في اللحظة الأخيرة ما زالَ مجهولاً.

‎هناك من يعودُ بالذاكرة إلى بداية التّكليف، يومها زار الحريري الرئيس بري مستفسراً منه عن مطالب التوزير، بعد أن عهد كل فريق ٨ آذار المهمة إلى بري. مرّر رئيس المجلس طلباً واضحاً. نريد ٩ وزراء; ٦ شيعة مسيحيان وسنّي. وحين سؤل عن المسيحيين أجاب. واحد للمردة وآخر للحزب القومي، ثم ذهبَ الحريري ولم يُقدّم إجابات ما تسبب بإمتعاض بري.

‎هنا أيضاً حدثان طبعاً مفاجئات بري:

‎- الأول خلال تأليف حكومة الرّئيس نجيب ميقاتي يوم قرّر أن يعهد بمقعد شيعي إلى الوزير فيصل كرامي ليصبح عدد الوزراء السّنة في الحكومة ٧ مقابل ٥ شيعة. يومها أنهى معضلة توزير كرامي.
‎- الثاني خلال تشكيل الحُكومة المستقيلة (الحالية). يومها توجّه إلى قصر بعبدا وعلى الورق أسماء سمى الحريري وزراء بري المفترضين، لكن بري علقَ " من قال لكم أن هؤلاء وزرائي؟" وقبل عشر دقائق من إعلان التّأليف سمّى وزرائه الثلاثة وكان من بينهم مفاجئة توزير عناية عز الدين.

‎اليوم نفس الحالة تقريباً. ثمّة معضلة وتشدد. أجواء النواب السّنة المستقلين يرفضون أن تؤول إليهم حقيبة من أي جهة أخرى، لكونهم يعتبرون أن تمثيلهم في الحُكومة حقٌ اكتسبوه من الإنتخابات. وهناك من فوّض الرّئيس بري إيجاد مخرج لتوزير النواب السّنة، وبري كلَّفَ نفسه إيجاد حل، وهذا المخرج حكماً يستدعي زيارة الحريري إلى عين التينة، عندها تتوفر أسباب الزيارة التي ربطها بري على ما في جعبة الحريري. فماذا سيفعل بري هذه المرة، هل يكررُ تجربة التنازل عن مقعد شيعي من حصته لكرامي؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر