"ليبانون ديبايت"

سرقت مصالحة بكركي بين القوات والمرده الأضواء عن المشهد الحكومي، ورحب الأطراف بمختلف انتماءاتهم باللقاء "التاريخي" بين جعجع وفرنجية لما لهذه الخطوة من انعكاسات إيجابية على الساحة المسيحية بشكل خاص والوطنية بشكل عام.

الا أن الصيغة اللبنانية تفرض على المتابع لتفاصيلها التروي في اتخاذ أي موقف ايجابي أم سلبي من تلك اللقاءات، لاسيما وأن التجربة لا "تُشجع" على "المغالاة والافراط" بالتفاؤل، فالشيطان "يستوطن" تفاصيلنا، كما أن تجربة الأحزاب "يافعة" في كيفية فصل "التكتيك" عن "الاستراتيجية".

واللافت في هذه المصالحة أيضا بروز نجم الوزير جبران باسيل، فاستذكر البعض تصريح فرنجية لصحيفة الاتحاد حين قال انه قد يلتقي جعجع قبل الرئيس عون بفضل باسيل، ما يطرح أكثر من علامة استفهام عن مستقبل العلاقة بين الطرفين في حال لم يتابعها المعنيون مع القاعدة الشعبية.

وفي تعليقه على المصالحة يؤكد عضو تكتل لبنان القوي النائب جورج عطالله أن التيار الوطني الحر مع هذا اللقاء لأنه يضيف مدماكا للمصالحة المسيحية ويُعطي انطباعا بأن المسيحيين تعلموا من دروس الماضي ورفضوا الانجرار الى "التصفيات" بسبب الخلافات السياسية.

يضم عطالله صوته الى صوت فرنجية الذي أكد من بكركي أن لا خلاف مع التيار الوطني الحر للمصالحة معه، بل هناك سوء تفاهم، موضحا أنه ومنذ ثلاث سنوات ومع تطور الخلاف بين التيارين كان هناك اتفاق مع مسؤول المرده في منطقة الكورة على ضرورة إبقاء الخلافات جانبا والتنافس في السياسية والتعاون في القضايا التي تهم المنطقة.

ويأمل عطالله بأن يلتقي فرنجية وباسيل ويشير الى ان الخلاف على المستوى السياسي بين الرجلين، يلزمه بعض الوقت ولكن لن يكون اللقاء بعيدا ربما يضيف نائب الكورة، بعد الانتهاء من أزمة التشكيل سنعود لنشهد حركة في هذا الاتجاه، مشيرا الى ان لباسيل وفرنجية القدرة على تجاوز الامور الصغيرة وهما ليسا ببعيدين عن هذا الجو ويمكن أن يعكساه على القاعدة الشعبية.

وفي الشأن الحكومي، يُبدي عطالله تفاؤله بحراك الوزير جبران باسيل، لافتا الى انه من حيث الشكل ثمة تجاوبا من قبل الأطراف لمسنا اشاراته في البداية على لسان نائب رئيس مجلس النواب من عين التينة حين ناشد من هناك الوزير باسيل القيام بمبادرة كان كل من الرئيسين بري والحريري والسيد حسن نصرالله في جوها، ولذلك نرى أنه من حيث الشكل الإيجابية متوفرة، أما في المضمون فنشهد على حوار بين المكونات الحكومية ستؤدي في نهاية المطاف الى تخطي بعض الأمور العالقة للسير بالاتجاه الصحيح بعيدا عن أي توقيت.

وفي السياق يشدد عطالله أن جو اللقاء بين الوزير باسيل والنائب السابق وليد جنبلاط كان إيجابيا حيث عرض رئيس الاشتراكي على باسيل المساعدة لحل العقدة السُنية.