Beirut
16°
|
Homepage
"سرّية تدخّل" لحزب الله في البرلمان
عبدالله قمح | الخميس 14 شباط 2019 - 1:00

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

لم يَعد في الإمكان حصر مخزون حزب الله بالوسائل العسكريّة فقط، باتَ لدى الحزب مخزون وافٍ من أسلحة سياسيّة توازي بقوّاتها وقدرتها ما في الميادين المرقّطة، أسلحة على شاكلةِ بدلات رسميّة ذات مخزون كافٍ من الثِقة، تعمل تحت طبقة من الضجيج أو فوقه، لا فرق، ما دامَ أنّها تريد أنّ تثبت معادلة أنّ ما ثَبُتَ نجاحهُ في الميادينِ الخضراء يمكن أنّ يُنقل بشكل أنعم إلى ميادينِ السّياسة.

لقد ثَبُتَ بالوجه الشرعي أنّ الحزب الذي حاز وحلفاؤه على نسبة غالبيّة مريحة في برلمان ٢٠١٨، يسعى إلى مواكبةِ الأعمال الرسميّة بقالب جديد. مجازيّاً يُمكن القول أنّه أنشأ وحدة «إدارة عمليّات نيابيّة» تنقسم مهامها بين «وحدة التمحيص والمراقبة»، واخرى تُعنى بشؤون «التدخّل السّريع» حين يتطوّر نقد حزب الله إلى قدح، و «سريّة مهام خاصة» تتكفّل بشؤون مكافحة الفساد والبحث عن الفاسدين، ولكل عضو في هذه الهيكليّة مهمّة، وبالتالي يكون الحزب قد وضع إلى جانبِ نشاطه في الميدان العسكري آخر مؤازر في الميدان السّياسي.


لقد صرّح الأمين العام لحزب الله قبل مدة بأن الحزب وفي مشاركته المتجدّدة داخل مؤسّسات الدولة، لن يكون كـ«شاهد مَشفش حاجة» بل ذو سمعٍ ثاقب وإحساسٍ مرهف وعملٍ دؤوب، لذا فالنواب الذين حازوا ثقة السيّد سيكون على عاتقهم تجسيد وترجمة تلك الثّقة وكل ما فيها من وزن ومفردات في حدائقِ السّياسة.

في دوائرِ حزب الله بات معلوماً أن السيّد نصرالله يتولّى شخصيّاً الإشراف على مسارِ محاربة الفساد في الدوائر الرسميّة، هذا بحد ذاته حافز لتفعيل النشاط، وليس سرّاً إن قُلنا أنّ «سماحته» واكب النوّاب طالبي الكلام تلفزيونيّاً بدقّة، سَمِعَ وحلّل ودوّن. وقد أحاطَ السيّد «فرقة النواب» بكافة جوانب المهمّة الجديدة، وإنّ ما وضع على عاتقهم الآن يختلف عمّا سبق، وفي بواطن نفس نصرالله الذي كانت تصله تقارير «كسل» عدد لا بأس به من نوّابه القدامى، أنّ زمن ٢٠١٩ مختلف كليّاً من حيث الأسلوب والنموذج والتكتيك في العمل عمّا مضى، فلا مجال لنائب كسلان أبداً.

ومن المعلوم أنّ الحزب ليس مُحبّاً لنثر الغبار حوله خلال عمله داخل الورش. حزب يعشق السريّة والعمل الهادئ البعيد عن الضجيج، لكن هذه المرّة، وفي ميادين السياسيّة اختلفَ الوضع، حاول قلب تلك الحالة إلى أخرى نقيضة تماماً، حالة نمطيّة جديدة أظهرته حزباً يتولّى العمل فوق طبقة من الضجيج عبر محركات نفّاثة تعمل بالقوة القصوى التي جعلت حركته نشطة واضحة وغير هادئة، وقد تجلّى ذلك في جلسةِ نيل الحُكومة الثّقة في اليومين الماضيين.

لقد كشفت تلك الجلسات النقاب عن النموذج الذي يعتمدهُ حزب الله الآن، نموذج يتبع العصا والجزرة، نموذج قاسٍ غير مساير في أمور الدولة، وفي نفس الوقت ناعم - منفتح على العلاقة مع الآخرين، حتى ولو كانوا خصوماً في السّياسة.

النائب حسن فضل الله الذي أرسى هذا المفرد، تولّى عمليّة الإضاءة على الفساد والمفسدين وسبل مكافحتهم، ليست المرّة الأولى لكنها الأشمل - الأدق التي لم يكن مسايراً فيها، غمز من أنّه يعرف الأسماء ولو أنّه لم يذعها على مسامع الموجودين، لكن الغمز كافٍ لنكز السلل المتزاحمة تحت الآباط (جمع إبط)، وعلى ما يؤكد مواكبين ومطلعين، فالنائب فضل الله فضل الآن الغمز لكن في المرّة القادمة لن يكتفِ بذلك، ولو أنّه يعلم إنّ التسميات لها أنّ تهد أركان الدولة لكانَ نطق بها!

كلمة النائب حسن فضل الله التي يُمكن وصفها بـ «طلب إنتساب حزب الله إلى برنامج مكافحة الفساد فعلاً لا قولاً»، قرأها البعض أنها تصل مصاف «الخطّة» التي يتطلعُ عليها نصرالله لا بل يعمم تكليفه عليها.

وعلى قاعدةِ نكز السلل المتزاحمة تحت الآباط، عمّم النّائب جميل السيّد حالة الطوارئ، وتحت قبّة البرلمان بدأ برفع الفَلَق والجلد تحت الحجّة نفسها، الفساد الفساد، وعلى وقع الضربات القاسية إجبر من أحسَّ بالنكز على الصياح من الألم. النائب السيّد كما زميله فضل الله، ينطقان عن الهوى، وما ينطق عن الهوى إنّ هو إلّا وحيٌ يوحى!

لكن طبعاً خلال أداء مهمّة مكافحة الفساد، الهيئة بحاجة إلى عناصر تطويع كون المستهدفين كثر والمُستَهدِفون كثر ايضاً، هنا تخرج إلى الصورة «سرّية التدخل السريع»، سرّية لا تقلّ اهميةً عن «وحدة الإسناد الناري»، تضرب تؤذي، لديها مخزون مريح من الصواريخ الكلاميّة، ١٥٠ ألف صاروخ وأكثر، توزعت مهامها بين نائبين يصنّفان من أكثر المشاكسين.

من تناول حزب الله، كان «علي» له بالمرصاد، يرميه بوابل فيجلس! ومن يتناول السّلاح بذمٍ أو قدح يعالجه «نوّاف» بما لذّ وطاب من لذعٍ مستفز، عند «كورنيت المجلس» (مصطلح أطلقه المدوّنون على نوّاف الموسوي) لا مجال لهتك حرمة المقاومة أبداً! وجب ذلك ما دام أنّ المعركة مفتوحة على ساحاتٍ عدة.

في الخلاصة خرج حزب الله بصورة جديدة لم يعهدها سياسيّاً ولم يعهدها السياسيّون بعد الطائف، لا الحلفاء ولا الخصوم، حزبٌ يعمل برلمانيّاً من دون مسايرة، ممنوع مسايرة أحد في حقوق الناس، كان أقرب إلى يساري منه إلى ديني، كان أقرب إلى القوات والجلوس بقرب الوزيرة مي شدياق، أكثر من قربه من التيّار والجلوس على شرفة جبران، على الرغمِ من سجال بشير والدبّابة والبندقيّة التي أتت بعون رئيساً ونأت بكتلة معراب عن السجال الكتائبي!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر