"ليبانون ديبايت" – المحرّر الأمني

يدور نزاع قضائي بين رجل الأعمال ميشال الفتريادس الذي يملك عدداً من النوادي الليليّة واثنين من العاملين لديه أحدهما تولّى إدارة تلك النوادي في لبنان والخارج لما يزيد عن 12 عاماً.

وفي التفاصيل، فإنّه نتيجة خلافٍ وقع في شهر آب عام 2018 بين الفتريادس ومدير نواديه الليلية السّيد م. ر.، طلب على أثره شقيق الأوّل من الأخير مغادرة العمل عارضاً عليه مبلغ 30000 دولار كتعويض صرف تعسّفي وإلاّ الدخول في "حرب ثنائيّة"، وتمّ الضغط على م. ر. للقبول بالعرض المُجحف مُرفقاً بتلميح الى علاقات شقيقه السياسيّة والأمنيّة.

وعاود شقيق الفتريادس، تقديم العرض مرّة أخرى خلال الشهر عينه مرفقاً بالتهديدات نفسها لكن بنبرةٍ أعلى.

على أثر ذلك، تقدّم م. ر. بشكوى أمام مجلس العمل التحكيمي، للمطالبة بتعويضه عن سنوات العمل لدى الفتريادس، وكذلك بشكوى جزائيّة أمام النيابة العامة الاستئنافيّة احيلت الى الشرطة القضائية في بيروت تتضمّن كافة التسجيلات التي توثّق التهديدات التي تلقّاها واستناد الفتريادس وشقيقه الى علاقتهما السياسيّة والامنيّة.

وخلال الفترة التي تلت ترك م. ر. لعمله، تلقّى الأخير عرض عمل من أحد النوادي الليليّة البارزة في المتن والتي تمّ افتتاحها مؤخّراً ما أغضب الفتريادس، خصوصاً أنّ النادي المشار اليه تحوّل في فترة قصيرة الى أبرز منافسيه.

عندها، لجأ الفتريادس الى موظف لا يزال يعمل لديه ويدعى ك. ي. يعاني من صعوبات ماليّة ويمرّ بفترة من عدم التوازن طالباً منه ملاقاته في "زيتونة باي" بتاريخ 8 تشرين الأوّل 2018 عارضاً عليه اعفائه من ديونه وتسديد ما عليه للآخرين مقابل توقيع تعهّد بأن يدلي بشهادةٍ ضد م. ر. أمام المحاكم، والقول بأنّ م. ر. أحضر موظفين يتعاطون المخدرات وانه قام ايضاً بتغطية تجاوزات قام بها ك. ي. بحسب مزاعم الفتريادس. الذي ترك له مهلة قصيرة للردّ، مرفقة بتهديد في حال الرفض، عبر الادعاء عليه، على الرغم من أنّه عمل من دون راتب لمدّة 8 أشهر، بغية تسديد الديون المتوجّبة عليه لـ"الفتريادس"، علماً بأنّ الأخير قام بحجز هواتف ك.ي خلال هذا الاجتماع خوفاً من احتمال تسجيل مضمونه.

وبعد ذلك الاجتماع، توجّه ك. ي. الى دائرة الكاتب العدل، حيث وقّع إقراراً منه حمل رقم 2018/10101 تاريخ 9 تشرين الاول 2018.

الفتريادس، علمَ بما قام به ك. ي. فادعى عليه جزائياً بجرم السرقة والاختلاس وإساءة الأمانة، وتمّ تحويل الملف الى مفرزة الجديدة القضائيّة وصدر بلاغ بحث وتحرّي بحقّ ك. ي.

وبعد صدور البلاغ، اجتمع الفتريادس مع ك. ي. ووالده عارضاً عليهما التنازل عن الدعوى مقابل تسليم نفسه وتقديم افادة بأنّ م. ر. هو من كان يغطّي تجاوزاته. واتصل الفتريادس خلال الاجتماع بضابط من المولجين بالتحقيق ووصله بوالد ك. ي. للتنسيق معه وأعطى رقمه ايضاً للوالد للتواصل معه.

وأخذت القضية منحى مختلفاً يوم الاثنين في 18 شباط 2019 بعد القاء القبض على ك. ي. من قبل مخابرات الجيش لتتّصل بعدها محامية الفتريادس من دبي بـ"م. ر"، وتنصحه بقبول عرض الـ 30000 ألف دولار وابلغته بأنّ ك. ي. موقوف لدى المخابرات وأتى على ذكرك خلال التحقيقات في قضايا تتعلّق بالممنوعات مع إطلاق الوعود بلفلفة الموضوع.

رفض م. ر. العرض، وبالتالي الرضوخ للابتزاز والتهديد، فكان أن تمّ توقيفه من قبل مديريّة المخابرات ايضاً يوم الاثنين الماضي الواقع في 25 شباط 2019، وأكدت مصادر مطلعة لـ "ليبانون ديبايت" أن الموقوفين ما زالا في مديرية المخابرات الى حين إنتهاء التحقيقات معهما, بعدما بيّنت الفحوصات المخبرية تعاطيهما للمنوعات, وأفادت المصادر ذاتها أنه ستتم إحالة الموقوفين الى القضاء المختص لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.

وينشر "ليبانون ديبايت"، نصّ الإقرار الذي وقّع عليه ك. ي. والذي يتضمّن وقائع خطيرة عن اغراءات تعرّض لها ك. ي. من أجل الإيقاع بمديره.

وترسم هذه القضية مشهداً سوداويّاً عن المسارات القضائيّة التي سلكها الملف في ظل علاقات الفتريادس الأمنيّة والسياسيّة.

ومن المتوقّع، أن تتفاعل القضيّة في الأيّام المقبلة، بعد الكشف عن هويّة المتدخلين من اجل حرفها عن مسارها الصحيح.