ليبانون ديبايت - روني الفا:

مبروك خطة الكهرباء اللبنانية. نوّرَت. المعجزة اللبنانية تمخّضت أخيراً فولدَت أمبيراً. الخطة لم تلحَظ تسعاً وعشرين سنةً نباح. نُباح مولّدات استوطنَت بورَةً ومشاعاً ورصيفاً بالقرب من بيوتِنا.

من يعوِّض علينا ما دفعناهُ لأصحاب المولّدات طوال هذه السنوات العِجاف؟ إعادَة الأموال الى أصحابِها ليست في ثقافة أهل السلطة. آخِرِ ما نريدُه بالطّبع عزفُ نوتَة نَشاز في سمفونيّة الخِطة. دولة عَفَا الله عَمَّا مَضى. المُواطِن دائماً ممن لا يشملُهُم العفو العام. مولّدات اغتصَبت أسماعَنا. أصحابها شيّدوا القصور. سرقوا الدولة. زلّطوا أسلاكَها. عربشوا على أعمدتِها. تشارَكوا في نهبِها مع موظّفي القِطاع . أمراء كهرباء تقاسَموا ليالينا. دَفَعنا لهم حتى لا نعلِّم أًولادنا على نور الشمعة. هؤلاء لا تذكرهم الخطة الا بالخير. تحوّلوا الى ملائكة من أمبير . الى محوّلات أخلاقية. هنيئاً للحكومة بالخطة الكهربائية. طبعاً لا جدول زمني واضح يفيد متى ننتقل من دولة المولّدات الى دولة ٢٤ على ٢٤.

دولة نجحت بعد تسعٍ وعشرين سنة في جمعِ زعمائها على عمود. على توتُّر عالٍ والأصح على لمبة. المليارات المنهوبة صَرَفَها أمراء المولّدات على أولادهم. على السفر وجزادين الشانيل والبوتوكس وآخِر جيل من السيارات الفخمة. نحن سنضحكُ في "عِبِّنا". سنصبح مواطِنين برتبة كهربائية. مواطِنون من دون انقطاع. مواطِنون على مدار الساعة. مواطِنون من دون تَقنين. دَفَعنا تَرفيعنا الى هذه الرتبة من جيوبنا. سدَّدنا بصمت. من لم يسدِّد مِنّا التّسعيرَةَ قُطِع اشتراكُه وأصبَح على عتمَة.

لم يأتِ أحدٌ على ذكر المليارات التي دفعناها خلال كل هذه السنوات. نحنُ شعبٌ "نَسّى". أثداؤنا حَلوب. أخلاقُنا مُرضِعَة وطَبعُنا نَسّى. شكراً لعهد فخامَةَ الرئيس عون الذي أهدانا خِطة. نحن شعبٌ تليقُ الخِططُ به. غداً سيطالبُ أصحاب المولّدات بخطّةٍ لهم. خطّة تهِبُهُم معاشات تقاعد وتعويض نهاية خِدمة. وطن مصعوق بتيّار. محروق بخطة ٢٢٠ ڤولت. وطن منوّر بثلاثين شمعة حكوميّة. وطن نوّاصَة. وطن بساعة تريفازيه موجود في غرفة الكهرَبا. وَطن يحيا على التعليق. يَحيا من دون تعليق إضافي. مبروك خطّة الكهرباء. المولّدات الى المثوى الأخير. جنازة بمشاركة شعبية ورسمية ستُقامُ بمشاركة دولية لافتة.

أيّها المواطنون عفا الله عمّا دُفِع.. عمّا قُبِض. لا مضبوطات في عهدة الدولة. لا مقبوضٌ عليه سوى نحنُ. نحن الذين ما زلنا ننشِدُ بسذاجة جديرةٍ بالإحترام " كلُّنا للوَطَن . للعُلا للعلم!