Beirut
16°
|
Homepage
قصّة غياب حزب الله عن «جنّاز صفير»
عبدالله قمح | السبت 18 أيار 2019 - 0:00

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

ثمّة من يَحمِل على حزب الله لكونهِ لم يُصدر بيان تعزية بالراحل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير سيراً على دربٍ سائر الفرقاء الآخرين، وكان هذا الجانب، بحسب قراءته، يفضّل أن يُدخل حزب الله «سابقة» على علاقته مع الكاردينال «الإستثنائي» رغم رحيله، لها أن تُنهي خلافاً مع الرجل عند إغلاق صفحة حياته، وقد حسبَ هذا الجانب أنّ الحزب يكون قد سجّل نقطة في مرمى الخصوم!

ولا يظهر، أقلّه حتى الوقت الحالي، أن الجانب موضع الإشارة أعلاه، قد شفى غليلهُ من غياب بيان الحزب، بدليل استئناف التّصويب على الرغمِ من توجّه وفد رفيع من الحزب إلى بكركي لتقديم واجب التعزية، رأسه رئيس المجلس السّياسي السيد إبراهيم أمين السيد وضمَّ النائبين أنور جمعة وعلي عمّار والوزير محمود قماطي، لا بل أن «القصف الكلامي المتقطع» إنتقلَ إلى مستوى صوغ الأسئلة على وزن البحث عن سر غياب حزب الله عن مراسم «الجناز» عنوةً عن غيره.


البعض من أصحاب الضغينة، وجدَ فرصةً في اقتناص موقف إضافي ضد حزب الله، وقد شاءَ هذا الصنف أن يُصوّر موقف الحزب على أنّه مقاطعة أكثر من كونه عزوفاً أو غياباً عن المشاركة، موفّراً على نفسهِ عناءَ البحث عن الأجوبة وما وراء هذا الموقف، ولو كانت النوايا صافية، لوجودَ الإجابات في صالون بكركي، المفجوعة لغياب أحد اعمدتها، ولا كان قد راكمَ عليها الخطابات.

بعض الأوساط من المصنّفين في خانة الزوار الدّائمين إلى الضاحية، استقبلوا بإستغراب هذا النوع من «الإستغلال الرخيص لوفاة رجل بهذا الحجم»، وقد بدا واضحاً لديهم أنّ ثمّة فريقاً يسعى إلى إقحام القضيّة في بازار التراشق السّياسي، من دون أنّ يكون عندهُ حد أدنى من الترفّع، أو أنّ يأخذَ في الاعتبار حجم الواقعة، وبالنسبةِ إليهم، فحزب الله أكثر من يعرف بالواجبات ولا يحتاجُ إلى شهادة حسن سلوك أو مزايدة من أحد».

المقرّبون من حزب الله، ينفون فرضيّة المقاطعة كُليّاً بدليل توجّه وفد رفيع بعد يومٍ واحد من إعلان الوفاة إلى بكركي لتقديم واجب العزاء، لافتين النظر إلى أن «الوفد إستُقبلَ أحسن إستقبال، وكان لمشاركته وقع خاص».

وتذكرُ هذه الأوساط، أنّ قيادة حزب الله حرصت على تمثيل كافة مستويات الحزب ضمن الوفد، في إشارة تحمل معانٍ كثيرة، بحيث ضمّت إليه النّائبين أنور جمعة وعلي عمّار كممثّلين لكتلة الوفاء للمقاومة، ولجمعة موقع هام في سلّم التقارب السياسي مع النواب المسيحيين المصنّفين على يسار الضاحية، والوزير محمود قماطي كممثّل لكتلة حزب الله داخل الحكومة، والسيّد إبراهيم أمين السيّد كممثّل رسمي لقيادة حزب الله بما يحملهُ من صفة حزبيّة، إضافة إلى صفةٍ أخرى هي عضويّته في لجنة «التواصل والحوار» مع بكركي.. وعلى هذا النحو يكون الحزب قد تمثّل أحسنَ تمثيل.

ولعلّ ما يُعد مهمّاً وملفتاً، ما كشفتهُ الأوساط المقرّبة من حزب الله إلى «ليبانون ديبايت»، حول أنّ الوفد أبلغَ بكركي صراحة، أن لا خطط لديه للمشاركة في المأتم الشعبي الخميس (المنصرم) من دونِ تحديد طبيعة هذا القرار. ويدل هذا الشيء على مدى الصراحة التي يتبعها حزب الله في التعاطي مع الآخرين.

وفي إشارةٍ أخرى، نقل الوفد «رسالة حارة» من قيادة حزب الله إلى بكركي، تقول الأوساط أنّها «وجدت قبولاً وترحيباً، وكانت شديدة التأثر، وكانت محل إحترام بشهادة من تلقاها».

ويبدو أنّ الحزب قد قرّر التعويض عن غيابهِ في المأتم، من خلالِ فتح آثير محطّته الرسميّة، «المنار»، لتغطية وقائع «قدّاس الجنازة»، في واحدة من المرات النادرة التي تُقدم خلالها المحطة على نقلِ حدث كنسي مسيحي على الهواء مباشرةً، قاطعةً بذلك برامج رمضانيّة مرصودة.

إنطلاقاً من كُلّ ذلك، يجد المقرّبون من الضاحية أن حزب الله أتمّ واجباتهُ ناحية بكركي وشاركها مصابها ولو بالقدر القليل المُتاح له، وما يُسمع من أصوات من هنا وهناك، لا يغدو كونه «زعيق» هدفه التشويش لا أكثر.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الودائع إلى المربع الأول 9 فيديو يحسم الجدل.. هكذا وقع الانفجار في PIZZA SECRET 5 الكشف عن سبب إنفجار مطعم PIZZA SECRET... و"NATGAZ" تعود إلى سياسيين! 1
مشهد مخيف في جونية و"الضحية" تنتقم بعد سنوات… جولة ميدانية تكشف التفاصيل! 10 تهديدٌ بالقتل في عرمون… والهدف "بيروتي" 6 تسجيل صوتي "خطير" لأحد موظفي مطعم "بيتزا سيكرت" السابقين! 2
في قضية "الممثلة الإباحية"... صدور الحكم بحق ترمب! 11 طائرة مسيّرة فوق المتن؟ 7 أعداد السوريين المغادرين لبنان تتزايد... تحذيرٌ من منظمة الهجرة! 3
"مروى" مفقودة... هل منكم مَن يعرف عنها شيئًا؟ 12 القرار بمواجهة "توتال" اتُخذ... التيّار يتجاوز "مقاطعة الحكومة" والثنائي يتقدم 8 "الدولة اللبنانية غنية"... كارلوس غصن قد "ينقذ اقتصاد لبنان"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر