Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
بيّن حسّان اللقيس ومحمد الجرّار!
المحرر الأمني
|
الخميس
13
حزيران
2019
-
0:00
ليبانون ديبايت - المحرّر الأمني
الثابت كما يبدو، أنّ الأحداث الأمنيّة «الخطيرة» التي شاهدناها منذ قرابة أسبوع غير مترابطة، هذا المنطق يدعمهُ غياب «الجينات» التي تُثبت صلات القربى بينها؛ ولو انّ فرضيّة «الإتصال» أصبحت مستبعدة، لكن تزامن الأحداث بهذا الشكل، افرغَ عن تساؤلات عديدة حول ضلوع جهات ما، وأنتجَ أرضيّة بحث عن أخرى تُجيد اللّعب بالنار!
توصّل المشتغلون على خطِ التحقيقات إلى خلاصة مفادها: روابط الإتصال شبه معدومة، لكن هناك روابط أشد وطيساً تولّدت عندَ نتائج حدثين اثنين حصلا: إعتداء طرابلس الإرهابي ليلة العيد، واغتيال مسؤول العلاقات العامة في «الجماعة الإسلاميّة» ومسؤول منطقة شبعا الشيخ محمد جرار.
لقد تمحورَ الظن الأوّل حول الجِهة الضالعة بداية عند إحتمال واحد، إعادة تفعيل نشاط الخلايا النائمة ذات الميول السّلفية - الجهاديّة، وكان الظن الأغلب أن التفعيل يندرجُ ضمن استراتيجيّة تنشط «الذئاب المنفردة»، ما يعني انّ «الجماعات» عدّلت مفاهيمها العملاتيّة في لبنان، وهي في مستهل توسيع رقعة استهدافها، وهو ما أسّسَ لتبلور إحتمال إحتاجَ إلى تأكيد، انّ طرفاً واحداً يقف خلف تنفيذ الهجومين.
وكان الإعتقاد، الذي احتاجَ إثباته الذهاب نحو بحث عن قرائن مبرمة، انّ «هجوم طرابلس» نفّذه إرهابي يحمل أفكاراً متشدّدة ويميل إلى «داعش»، ثم انّ المستهدف في «عمليّة شبعا» كان مسؤولاً حزبيّاً ذات خلفيّة دينيّة تعتبرها السلفيّة الجهاديّة «مارقة» وتكفّر أتباعها، وما عزّزَ احتمال الترابط المفترض، انّ «مجتمع النازحين» في المنطقة التي حصلَ فيها الإستهداف، نمت في ربوعهِ خلال أوقات محدّدة، حالات جهاديّة «نافرة» كانت تُشهر العداء لكل من يختلف عنها.
عند هذه الحالة كان لا بدَّ للأجهزة الأمنيّة من رفع درجات الإحتراز لسبب قد تُجبر من ورائه على الدخولِ في معركةِ استنزاف طويلة، لشدة الغموض الذي يكتنف مثل تلك الاعمال.
لكن سرعان ما جرى إسقاط تلك الفرضيّة، بدليل تقاطعات توصّلت إليها الأجهزة المعنيّة نتيجة التّحقيقات والتحرّيات التي أعقبت عمليّة الاغتيّال، تتعلق باتصالات «خارجيّة» كانت ترد إلى هاتف المغدور، منها ما كان يحمل طابع التهَديدي، وأُخرى تحت غطاء أحاديث وطلبات ذات صلة بالمستوصف و أمور خاصة بالنازحين.
وبحسبِ المعلومات، كان المغدور يؤمّن على هذا النوع من الاتصالات، نسبة لأن عدداً لا بأسَ به من النازحين يستخدم هذه التقنيّة المتوفّرة ايضاً لدى آخرين موجودون في داخل سوريا، بالإضافةِ إلى جماعات مسلّحة، وهو أمر شائع.
لكن الجهات الأمنيّة أخذت الموضوع على مستوى آخر، بخاصة وانّ المغدور كان قد تلقى اتصالاً مصوّراً من رقمٍ أجبني قُبَيلَ مقتله بدقائق، كان يتحدّثُ معه حول تفاصيل تتعلّق بالمستوصف وأمورٌ لها علاقة بمساعدات له، ثمّ ما لبثَ انّ جرى إطلاق النار عليه من سلاح حربي ارداه قتيلاً.
وعلى نفسِ القدر من الأهميّة، بدأت البحث في أكثر من فرضية، خاصة بعدما بات واضحاً وجود أطراف تريد إستغلال الحادث في إنتاج خلاف مذهبي ودفعه إلى واجهة الأحداث.
الإتصال الموقّع من رقم أجنبي، أوصل المحقّقين إلى الإستنتاجِ أنه كان عبارة عن عمليّة استدراج وتعقّب وظيفتها معرفة المكان الذي سيتواجدُ به «جرار» أو جرّه إليه، لكن ما يحتاج إلى تدقيق وبحث أكثر، وإلى تعمّق في تحليل البيانات الإلكترونيّة التي ما زالت تقومُ الأجهزة بتجميعها هو: هل حصلَ الإتصال من داخل المنطقة المستهدفة، أم حصل من الخارج، ثم جرى اعطاء الاحداثيّة إلى مجموعة في الداخل؟!
هذا التحليل، ينسفُ فرضيّات عدة، منها إرتباط عمل الإغتيال بجهة داخليّة، ويرفع أكثر من قيمةِ طرف خارجي تورّطَ في العمليّة مستغّلاً انشغالاً لبنانيّاً داخليّاً في «حدث طرابلس الأمني». ما يُعزّز هذه الفرضيّة، هو ذهاب الجماعة الإسلاميّة التي ينتمي إليها «جرار» نحو اتهام ايادي «الغدر والعمالة والخيانة» بالوقوف وراء الجرم، وهو كلامٌ ينم عن «بعد نظر» في تحديد طبيعة الجهة المستهدفة.
إسلوب تنفيذ الإغتيال، جذبَ إهتمام الأجهزة الأمنية، لكونه حملت دلائل حول حرافية واضحة، فكان يُشبه إلى حدٍ ما اسلوب إغتيال القيادي في حزب الله، حسّان اللقيس، في الضاحية الجنوبية عام ٢٠١٣، يومها حضرت سيارة فيها أشخاص أطلقوا النار صوب الهدف ثمّ لاذوا بالفرار من دون أن يظهر لهم منذ ذلك الحين أي أثر!
وما لهُ أن يُعزّز أكثر فرضيّة الضلوع الخارجي، هو المعلومات الثّابتة لدى أكثر من جهازٍ أمني، حول نشاط تقومُ به أجهزة مخابرات العدو الإسرائيلي في المناطق القريبة من الحدود، خاصة بيت جان السوريّة، التي شهدت قبل فترة على أكثر من حادث إغتيال مشابه لقادة في مجموعات عسكريّة مسلّحة.
رغم كُل ذلك وحِرص «الجماعة» على إحاطة العمليّة بنوع من الخصوصيّة، ثم الإبتعاد عن استغلالها في السّياسة، شاءَ البعض انّ يتموضع حيث أراد «الطرف الخارجي» المشتبه به بالعمليّة، فإذ به يسرع نحو رفع اصبع الاتهام صوب أحد مناصري حزب الله في شبعا، مستغلاً رواسب الخلافات السياسيّة.
وما قد يُعدُّ أخطر ويمكن وضعهُ ضمن خانة الإستغلال الرّخيص والمشبوه للحادث، تعمدُ بعض الصّحف الخليجيّة التركيز على استنطاقِ مسؤولين في «الجماعة»، أو مقرّبين منها، للإجابة على سؤالٍ أساسي: ما مدى الاعتقاد لديهم بضلوع حزب الله في العمل ومصلحته منه؟ وهو ما كانَ محطُ انتباه لدى مسؤولي «الجماعة» الذي تعاملوا مع هذه الإتهامات بقلق شديد، وبردّة فعل عكسية «جافة» صدمت من كانَ يجري عمليات التّنقيب.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا